كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 147 """"""
أعاجم تلتدّ الخصام كأنها . . . كواعب زنج راعهنّ طلاق
أنسن بنا أنس الإماء تحبّبت . . . وشيمتها غدرٌ بنا وإباق مواصلةٌ والورد في شجراته . . . مفارقةٌ إن حان منه فراق
وقال أيضاً :
وغرفتنا الحسناء قد زاد حسنها . . . بزائرةٍ في كلّ عام تزورها
مبيّضة الأحشاء حمر بطونها . . . مزبرجة الأذناب سود ظهورها
لهنّ لغاتٌ معجماتٌ كأنها . . . صرير نعال السّبت عالٍ صريرها
وقال أبو هلال العسكريّ :
وزائرةٍ في كلّ عام تزورنا . . . فيخبر عن طيب الزمان مزارها
تخبّر أنّ الجوّ رقّ قميصه . . . وأنّ رياضاً قد توشّى إزارها
وأنّ وجوه الغدر راق بياضها . . . وأنّ متون الأرض راع اخضرارها
تحنّ إلينا وهي من غير شكلنا . . . فتدنو على بعدٍ من الشكر دارها
ويعجبنا وسط العراص وقوعها . . . ويؤنسنا بين الدّيار مطارها
أغار على ضوء الصباح قميصها . . . وفاز بألوان الأليالي خمارها
تصيح كما صرّت نعال عرائسٍ . . . تمشت إلينا هندها ونوارها
وقال آخر :
أهلاً بخطّافٍ أتانا زائراً . . . غرداً يذكّر بالزمان الباسم
لبست سرابيل الصباح بطونه . . . وظهوره ثوب الظلام العاتم
وقال أبو نواس :
كأن أصواتها في الجوّ طائرةً . . . صوت الجلام إذا ما قصّت الشّعرا
القيق والزّرزور والقيق : طائر قدر الحمام اللّطيف ؛ وأهل الشأم يسمّونه أبا زريق . وفي طبعه كثرة الإلف بالناس ، وقبول التعليم ، وسرعة الإدراك لما يلقّن من الكلام مبيّناً حتى لا يشك سامعه إذا لم يره أنه إنسانٌ ؛ وربما زاد على الببّغاء . وله حكاياتٌ وأخبارٌ في الذكاء والفطنة يطول شرحها ، وهو طائر مشهور بذلك .

الصفحة 147