كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 156 """"""
معبدٌ لو رآه أصبح عبداً . . . ولبيدٌ أمسى لديه بليدا
ضلّ عن إلفه وأقلقه الوج . . . د فأمسى بكاؤه تغريدا
لو عارض الخليل في عروضه لبكّته ، أو ناظر ابن السّكّيت في إصلاحه لسكّته ؛ أو جادل الفارسيّ لفرسه وجذله ، أو نازل الكوفيّ لأكفأه عن رتبته وأنزله .
الباب الرابع من القسم الخامس من الفن الثالث في بغاث الطير
ويشتمل هذا الباب على ما قيل في القمريّ ، والدّبسيّ ، والورشان ، والفواخت والشّفنين ، واليعتبط ، والنّوّاح ، والقطا ، واليمام وأصنافه ، والببّغاء . وهذه الأصناف قد عدّه أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ أو أكثرها في الحمام ، فقال : الحمام وحشيّ ، وأهليّ ، وبيوتيّ ، وطورانيّ . وكلّ طائر يعرف بالنّواح وحسن الصّوت والدّعاء والتّرجيع فهو حمام وإن خالف بعضه بعضاً في الصّورة واللون وفي بعض النّوح ولحن الهديل .
قال : وزعم أفليمون صاحب الفراسة أنّ الحمام يتّخذ لضروب ، منها ما يتّخذ للأنس والنّساء والبيوت . ومنها ما يتّخذ للفراخ ، ومنها ما يتخذ للزّجال والسّباق . ولازّجال : إرسال الحمام الهوادي . ثم ذكر من أوصاف الحمام وما فيه من ضروب المعرفة والمنافع ما نورده عند ذكرنا للحمام المشتهر بهذه التّسمية ، وهو الذي أشار الجاحظ إليه . فلنذكر تفصيل ما قدّمناه من هذه الأصناف ، فنقول وبالله التوفيق : القمريّ فقد قالوا : إنما سميّ القمريّ بهذه التسمية لبياضه ، والأقمر : الأبيض . وحكاية صوته تشبه ضحك الإنسان . وهو شديد المودّة والرحمة . أما مودّته فإنه يفرّخ على فننٍ من أفنان شجرةٍ عليها أعشاش لأبناء جنسه ، فيصابحها

الصفحة 156