كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 158 """"""
والطّلع لم يبد لنا . . . هذا أوان الرّطب
وهو يعمّر . وحكى أرسطو أن منه ما عاش أربعين سنة .
وقال أبو هلال العسكريّ :
مررت بمطراب الغداة كأنها . . . تعلّ من الإشراق راحاً مفلفلا
منمّرةٍ كدراء تحسب أنها . . . تجللّ من جلد السّحاب مفصّلا
بدت تجتلي للعين طوقاً ممسّكاً . . . وطرفاً كما ترنو الغزالة أكحلا
لها ذنب وافى الجوانب مثلما . . . تقشّر طلعاً أو تجرّد منصلا
إذا حلّقت في الجوّ خلت جناحها . . . يردّ صفيراً أو يحرّك جلجلا
الشّفنين والشفنين من الطير التي تترنّم ؛ وصوته في ترنّمه يشبه صوت الرّباب . وفي طبعه أنه إذا فقد أنثاه لم يزل أعزب ، يأوي إلى بعض فراخه حتى يموت ؛ وكذلك الأنثى إذا فقدت الذّكر . وهو متى سمن سقط ريشه وامتنع من السّفاد ؛ فهو لذلك لا يشبع . وهو طائر يؤثر العزلة .
اليعتبط وإنما سمّي اليعتبط بهذه التسمية لصوته ، وهو شريف في طيور الحجاز . وحاله حال القمريّ ، ولكنه أحرّ منه مزاجاً وأعلى صوتاً . قال كشاجم :
وناطقٍ لم يخش في النطق غلط . . . ما قال شيئاً قطّ إلا يعتبط
النّوّاح والنوّاح : طائر كالقمريّ ، وحاله كحاله ؛ إلاّ أنّه أحرّ منه مزاجاً وأرطب وأدمث وأشرف . قالوا : يكاد النّوّاح يكون للأطيار الدّمثة ملكاً ، وهو يهيجها إلى التّصويت لأنه أشجاها صوتاً ؛ وجميعها تهوى استماع صوته . وهو أيضاً يسرّه استماع صوت نفسه . والله أعلم بالصواب .
القطا والقطا نوعان : كدريّ وجونيّ . والدريّة غبر الألوان . والجونيّة سود بطون الأجنحة والقوادم بيض اللّبان وفيه طوقان أسود

الصفحة 158