كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 16 """"""
اصرفها إلى دارك ، فإن بنا عنها غنىً ، وبفتيانك إليها حاجة .
وقال أبو عبيدة : يستدلّ على عتق الفرس برقّة جحافله وأرنبته ، وسعة منخريه ، وعرى نواهقه ، ودقّة حقويه وما ظهر من أعالي أذنيه ، ورقّة سالفتيه وأديمه ، ولين شعره ؛ وأبين من ذلك كلّه لين شكير ناصيته وعرفه .
وكانوا يقولون : إذا اشتدّ نفسه ، ورحب متنفّسه ، وطال عنقه ، واشتدّ حقوه ، وانهرت شدقه ، وعظمت فخذاه ، وانشنجت أنساؤه ، وعظمت فصوصه ، وصلبت حوافره ووقحت ، لحق بجياد الخيل ، والله أعلم .
ما يستحبّ من أوصافها
في الخلق الأذن المؤللّة ، والناصية المعتدلة التي ليست بسفواء ولا غمّاء . والجبهة الواسعة ، والعين الطامحة السامية ، والخدّ الأسيل ، ورحب المنخرين ، وهرت الشّدقين ، قال الشاعر :
هريتٌ قصيرعذار اللّجام . . . أسلٌ طويل عذار الرّسن
قوله : قصير عذار اللجام : لم يرد به قصر خدّه ، وإنما أراد طول شق الفم . ويدلّ على ذلك قوله في البيت :
أسيلٌ طويل عذار الرّسن
يريد طول خدّه ، وقود العنق لينها حتى لا تكون جاسئةً ، ورقّة الجحفلتين ، وارتفاع الكتفين والحارك والكاهل . قالوا : ويستحبّ أن يشتدّ مركّب عنقه في كاهله لأنه يتساند إليه إذا أحضر ، وعرض الصدر ، وضيق الزّور ، وارتفاع اللسان ، وأن يشتدّ حقوه لأنه معلّق وركيه ورجليه في صلبه ، وعظم جوفه وجنبيه ، وانطواء كشحه ، وإشراف القطاة ، وقصر العسيب ، وطول الذنب ، وشنج النّسا ، واستواء الكفل حتى لا يكون أقرن ، وملاسة

الصفحة 16