كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 160 """"""
بديمومةٍ قدبات فيها وعينه . . . على مرّه تغضي مراراً وترمق
شبيهٌ بلا شيءٍ هنالك شخصه . . . يواريه قيضٌ حوله متفلّق
له محجرٌ نابٍ وعينٌ مريضةٌ . . . وشدقٌ بمثل الزعفران مخلّق
تعاجيه كحلاء المدامع حرّةٌ . . . لها ذنبٌ ساجٍ وجيدٌ مطوّق
سماكيّةٌ كدريّةٌ عرعريّةٌ . . . سكاكيّةٌ عفراء سمراء عسلق
إذا غادرته تبتغي ما يعيشه . . . كفاها رذاياها الرّقيع الهبنّق
غدت تستقي من منهلٍ ليس دونه . . . مسيرة شهرٍ للقطا متعلّق
لأزغب مطروحٍ بجوز تنوفةٍ . . . تلظّى سموماً قيظه فهو أورق
تراه إذا أمسى وقد كاد جلده . . . من الحرّ عن أوصاله يتمزّق
غدت فاستقلّت ثم ولّت مغيرةً . . . بها حين يزهاها الجناحان أولق
تيمّم ضحضاحاً من الماء قد بدت . . . دعاميصه فالماء أطحل أطرق
فلما أتته مقدحرّاً تغوّثت . . . تغوّث مخنوقٍ فتطفو وتغرق
تجرّ وتلقي في سقاءٍ كأنّه . . . من الحنظل العاميّ جروٌ معلّق
فلمّا ارتوت من مائها لم يكن لها . . . أناةٌ وقد كادت من الرّيّ تبصق
طمت طموةً صعداً ومدّت جرانها . . . وطارت كما طار الشّاب المحلّق

الصفحة 160