كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 161 """"""
ذكر شيء من الأوصاف والتشبيهات الشعريّة الجامعة لمجموع هذا النوع الذي ذكرناه
من ذلك قول بعض الشعراء :
وقبلي أبكى كلّ من كان ذا هوىً . . . هتوف البواكي والدّيار البلاقع
وهنّ على الأفلاق من كلّ جانب . . . نوائح ما تخضلّ منها المدامع
مزبرجة الأعناق نمرٌ ظهورها . . . مخطّمةٌ بالدّرّ خضرٌ روائع
ترى طرراً بين الخوافي كأنّها . . . حواشي برودٍ زيّنتها الوشائع
ومن قطع الياقوت صيغت عيونها . . . خواضب بالحنّاء منها الأصابع
وقال أبو الأسود الدؤليّ من أبيات : وساجع في فروع الأيك هيّجني . . . لم أدر لم ناح ممّا بي ولم سجعا
أباكياً إلفه من بعد فرقته . . . أم جازعاً للنّوى من قبل أن تقعا
يدعو حمامته والطير هاجعةٌ . . . فما هجعت له ليلاً ولا هجعا
موشّح سندساً خضر مناكبه . . . ترى من المسك في أذياله لمعا
له من الآس طوقٌ فوق لبّته . . . من البنفسج والخيريّ قد جمعا
كأنما عبّ في مسودّ غاليةٍ . . . وحلّ من تحته الكافور فانتقعا
كأنّ عينيه من حسن اصفرارهما . . . فصّان من حجر الياقوت قد قطعا
كأنّ رجليه من حسن احمرارهما . . . ما رقّ في شعب المرجان فاتّسعا
شكا النّوى فبكى خوف الأسى فرمى . . . بين الجوانح من أوجاعه وجعا
والريح تخفضه طوراً وترفعه . . . طوراً فمنخفضاً يدعو ومرتفعا
كأنه راهبٌ في رأس صومعةٍ . . . يتلو الزّبور ونجم الصبح قد طلعا
وقال ابن اللّبانة الأندلسيّ :
وعلى فروع الأيك شادٍ يحتوي . . . طرفي لآخر تحتويه الأضلع

الصفحة 161