كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 162 """"""
يندى له رطب الهواء فيغتدي . . . ويظلّه ورق الغصون فيهجع
تخذ الأراك أريكةً لمنامه . . . فله إلى الأسحار فيها موضع
حتى إذا ما هزّه نفس الصّبا . . . والصبح ، هزّك منه شدوٌ مبدع
فكأنما تلك الأراكة منبرٌ . . . وكأنه فيها خطيب مصقع
وقال بعض الأعراب يصف مطوّقةً :
دعت فوق ساقٍ دعوةً لو تناولت . . . بها الصّخر من أعلى أبان تحدّرا
تبكّى بعين ليس تذري دموعها . . . ولكنّها تذري الدموع تذكّرا
محلاّة طوقٍ ليس تخشى انفصامه . . . إذا همّ أن يبلى تجدّد آخرا
لها وشحٌ دون التّراقي وفوقها . . . وصدرٌ كمقطوع البنفسج أخضرا
تنازعها الألوان شتّى صقالها . . . بدا لتلالي الشمس فيه تحيرا
وقال شاعر أندلسيّ :
وما شاقني إلا ابن ورقاء هاتفٌ . . . على فنن بين الجزيرة والجسر
مفتّق طوقٍ لا زورديّ كلكلٍ . . . موشّى الطّلى أحوى القوادم والظهر
أدار على الياقوت أجفان لؤلؤٍ . . . وصاغ على الأجفان طوقاً من التّبر
حديد شبا المنقار داجٍ كأنه . . . شبا قلمٍ من فضّة مدّ من حبر
توسّد من فرع الأراك أريكةً . . . ومال على طيّ الجناح مع النّحر
ولمّا رأى دمعي مراقاً أرابه . . . بكائي فاستولى على الغصن النّضر
وحثّ جناحيه وصفّق طائراً . . . فطار بقلبي حيث طار وما يدري
وقال آخر :
كأنّ بنحرها والجيد منها . . . إذا ما أمكنت للنّاظرينا
مخطّا كان من قلمٍ لطيفٍ . . . فخطّ بجيدها والنحر نونا
وقال ابن الرّومي :
مطوّقةٌ تبكي ولم أر باكياً . . . بدا ما بدا من شجوها لم يسلّب

الصفحة 162