كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 163 """"""
وقد أوردنا في باب الغزل والنّسيب من هذا المعنى فيما قيل على لسان الورقاء ما يستغنى عن تكراره .
اليمام وأصنافه وما وصف به وما قيل فيه فالعرب تقول : إن هذه التسمية واقعةٌ على النوع الذي تسمّيه عامّة الناس الحمام ؛ وهو أصنافٌ مختلفة الأشكال والألوان والأفعال ، منها الرّواعب والمراعيش والعدّاد والميساق والشّدّاد والقلاّب والشّقّاق والمنسوب .
الرّواعب وهو ألوان كثيرةٌ . وزعم الجاحظ أنه تولّد بين ورشانٍ ذكرٍ وحمامٍ أنثى ، فأخذ من الأب الجثّة ومن الأمّ الصوت ، وفاته سرعة الطيران فلم يشبههما فيه ؛ وله من عظم البدن وكثرة الفراخ والهديل والقرقرة ما ليس لأبويه ، حتى صار ذلك سبباً للزيادة في ثمنه والحرص على اتّخاذه .
المراعيش وهي تطير مرتفعةً حتى تغيب عن النظر فترى في الجوّ كالنّجم .
العدّاد فهو طير ضخم ، قليل الطيران كثير الفراخ .
الميساق وهو أضخم من العدّاد وأنبل ، ثقيل الجسم لا يستطيع الطيران إلاّ قليلاً .
الشدّاد فهو لا يلزم الطيران في الجوّ ، وله قوّة في جناحه حتى يقال إنّه ربما يكسر الجوز به ، ولا يأتي من الغاية لبلهٍ فيه . وأصحاب الرّغبات في تربية هذا الصّنف يلقونه على البصريّات فيخرج من بينهما حمامٌ يسمّى المضرّب يجتمع فيه هداية البصريّ وشدّة الشّدّاد . والشدّاد يطير صعداً حتى يرى كالنّجم . وفي ذنبه إحدى وثلاثون ريشة .
القلاّب فتسمّيه العراقيون الملاّح ؛ وسمّي بذلك لتقلّبه في طيرانه .
والشّقّاق ، وطيرانه تحويمٌ .
المنسوب ويسمّيه العراقيّون الهوادي ، والمصريون يسمونه البصاري يعنون البصرية ، وهو بالنسبة إلى ما تقدّم ذكره كالعتّاق من الخيل ، وما عداه فيها كالبراذين . وفيها العلويّ وهو ألطف جرماً وأسرع طيراناً ؛ وهو يطلب وكره ولو أرسل من مسافة ألف فرسخ ، ويحمل البطائق ويأتي بها من المسافة البعيدة في المدّة القريبة . قالوا : وفيه ما يقطع ثلاثة آلاف فرسخٍ في يوم واحدٍ . وسباع الطير تطلبه أشدّ طلبٍ . وخوفه من الشاهين أشدّ من خوفه من غيره . وهو أطير منه ومن سباع الطير

الصفحة 163