كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 169 """"""
فرشاها على الرّسالة طوقاً . . . وخضاباً علامةً غير بال
فأتته بالصّدق لمّا رشاها . . . وبقطفٍ لمّا بدا عثكال
قوله : فرشاها أي جعل لها جعلاً .
وقال فيها :
وما كان أصحاب الحمامة خيفةً . . . غداة غدت منهم تضمّ الخوافيا
رسولاً لهم والله يحكم أمره . . . يبين لهم هل برنس التّرب باديا
فجاءت بقطفٍ آيةً مستبينةً . . . فأصبح منها موضع الطين جاديا
على خطمها واستوهبت ثم طوقها . . . وقالت ألا لا تجعل الطوق حاليا
ولا ذهباً إني أخاف نبالهم . . . يخالونه مالي وليس بماليا
وزدني على طوقي من الحلي زينةً . . . تصيب إذا أتبعت طوقي خضابيا
يكون لأولادي جمالاً وزينةً . . . وعنواني زيني زينةً من ترابيا
ذكر شيء مما وصف به هذا النوع نظما ونثرا
قال عبد الواحد بن فتوح الأندلسيّ يصف حماماً بسرعة الطيارن والسّبق :
يجتاب أودية السّحاب بخافقٍ . . . كالبرق أومض في السّحاب فابرقا
لو سابق الريح الجنوب لغايةٍ . . . يوماً لجاءك مثلها أو أسبقا
يستقرب الأرض البسيطة مذهباً . . . والأفق ذا السّقف الرفيعة مرتقى
ويظلّ يسترقي السماء بخافقٍ . . . في الجوّ تحسبه الشّهاب المحرقا
يبدو فيعجب من رأه لحسنه . . . وتكاد آية عنقه أن تنطفا
مترقرقاً من حيث درت كأنما . . . لبس الزجاجة أو تجلبب زئبقاً
وقال أبو هلال العسكريّ في حمام أبلق :

الصفحة 169