كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 17 """"""
الكفل ، وقصر الساقين وطول الفخذين ، وتوتير الرّجلين حتى لا يكون أقسط ، وتأنيف العرقوبين حتى لا يكون أقمع ، وغلظ الرّسغ ، وأن تكون الحوافر صلاباً سوداً أو خضراً .
وحكي أن هارون الرشيد ركب في سنة خمس وثمانين ومائة إلى الميدان لشهود الحلبة ، قال الأصمعيّ : فدخلت الميدان لشهودها ، فجاء فرس أدهم لهارون الرشيد سابقاً يقال له الرّبد ؛ فسرّ به الرشيد وابتهج وقال : عليّ بالأصمعيّ ، فنوديت من كل جانب ، فأقبلت سريعاً حتى مثلت بين يديه ؛ فقال : يا أصمعيّ ، خذ بناصية الرّبد ثم صفه من قونسه إلى سنبكه ، فإنه يقال : إن فه عشرين اسماً من أسماءالطير ؛ فقلت : نعم يا أمير المؤمنين ، وأنشدك شعراً جامعاً لها من قول أبي حزرة ؛ قال : فأنشدنا لله أبوك ؛ فأنشدته :
وأقبّ كالسّرحان تمّ له . . . ما بين هامته إلى النّسر
الهامة : أعلى الرأس . والنّسر : ما ارتفع من بطن الحافر من أعلاه . وهما من أسماء الطير .
رحبت نعامته ووفّر فرخه . . . وتمكّن الصّردان في النّحر
النعامة : جلدة الرأس التي تغطّي الدّماغ . والفرخ : الدّماغ . والصّردان : عرقان في أصل اللسان ، ويقال : إنهما عرقان يكتنفان باطن اللسان . وفي الظهر أيضاً صرد يكون في موضع السّرج من أثر الدّبر . والنعامة والفرخ والصّردان من أسماء الطير .
وأناف بالعصفور في سعفٍ . . . هامٍ أشمّ موثّق الجذر
العصفور : أصل منبت شعر الناصية ، وهو أيضاً عظم ناتئ في كل جبين ، وهو أيضاً من الغرر . والسّعف : يقال : فرس أسعف إذا سالت ناصيته . وهام أي سائل . والشّمم : ارتفاع قصبة الأنف . وموثق الجذر أي شديد . والجذر : الأصل من كل شيء .
وازدان بالدّيكين صلصله . . . ونبت دجاجته عن الصّدر
الديكان : واحدهما ديك وهو العظم الناتئ خلف الأذن ، وهو الذي يقال له

الصفحة 17