كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 176 """"""
ولابس لونٍ واحدٍ وهوطائرٌ . . . ملوّنة أبراده وهو واقع
أغرّ تردّى طيلساناً مدبّجاً . . . وسود المنايا في حشاه ودائع
إذا حك أعلى رأسه فكأنما . . . بسالفتيه من يديه جوامع
يخاف إذا ولّى ويؤمن مقبلاً . . . ويخفى عن الأقران ما هو صانع
بدا فارسيّ الزّيّ يعقد خصره . . . عليه قباءٌ زيّنته الوشائع
فمعجره الورديّ أحمر ناصغٌ . . . ومئزره التّبريّ أصفر فاقع
يرجّع ألحان الغريض ومعبدٍ . . . ويسقي كؤوساً ملؤها السمّ ناقع
وقال السّريّ الرّفّاء يصفه :
ومخطف الخصر برده حبر . . . نحذره وهو خائف حذر
مجنّح طار في مجنّحةٍ . . . تصعد طوراً به وتنحدر كأنّها والرياح تنثرها . . . غرائب الزّهر حين تنتثر
لها حماتٌ كأنها شعر . . . تظهر مسوّدة وتستتر
قد أذهبت في الجبين غرته . . . إذ فضّضت في جيادنا الغرر
سلاحه الدّهر في مؤخّره . . . يطعن طوراً به وينتصر
كأنّ شطر الذي يجرّده . . . من بين فكّيه حيّة ذكر
العنكبوت قد ضرب الله عزّ وجلّ المثل في الوهن بالعنكبوت ؛ فقال تعالى : " مثل الّذين اتّخذوا من دون الله أولياء كمثل العنكبوت اتّخذت بيتاً وإنّ أوهن البيوت لبيت العنكبوت لو كانوا يعلمون " . والعنكبوت أصنافٌ : منها صنفٌ يسمّى الرّتيلا من ذوات السموم القواتل ، وهو عنكبوتٌ صغير . ومنه صنفٌ طويل الأرجل . ومنه صنف يسمّى اللّيث يصيد الذّباب ، وله ست عيون وثماني أرجلٍ . وقال الجاحظ : ولد العنكبوت يقوى على النّسج ساعة يولد ، وذلك من غير تلقين ولا تعليم . وأوّل ما يولد دوداً صغاراً ، ثمّ يتغيّر ويصير

الصفحة 176