كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 178 """"""
بخفّة الوثوب بل . . . بجرأة الجنان
فهو عزيزٌ عزّةً . . . في غاية الهوان
وقال خلف الأحمر في الرّتيلاء :
ابعث له يا ربّ ذات أرجل . . . في فمها أحجن مثل المنجل
دهماء مثل العنكبوت المحول . . . تأخذه من تحته ومن عل
الجراد فالجراد أحد جند الله الذي عذّب الله به قوم فرعون ؛ قال الله تعالى : " فأرسلنا عليهم الطّوفان والجراد والقمّل والضّفادع " . والعرب تقول : سرأت الجرادة إذا باضت . فإذا خرج من بيضه فهو دبيّ ، ويخرج دوداً أصهب إلى البياض . فإذا تلوّنت فيه خطوطٌ صفرٌ وسودٌ وبيضٌ فهو المسيّح . فإذا ضمّ جناحيه فذاك الكتفان ؛ لأنه حينئذ يكتف في المشي . فإذا ظهرت أجنحته وصار أحمر إلى الغبرة فهو الغوغاء والواحدة غوغاءة ؛ وذلك حين يستقلّ فيخرج بعضه في بعض ولا يتوجّه إلى جهة . فإذا بدت في لونه الحمرة والصفرة واختلف في ألوانه فهو الخيفان . اصفرّت الذكور واسودّت الإناث سمّي حينئذ جراداً .
وهو إذا أراد أن يبيض التمس لبيضه المواضع الصّلدة والصخور الصّلبة التي لا تعمل فيها المعاول فيضربها بذنبه فتنفرج له ، ثم يلقي بيضه في ذلك الصّدع فيكون له كالأفحوص ويكون حاضناً له ومربّياً . والجرادة لها ستّ أرجل : يدان في صدرها ، وقائمتان في وسطها ، ورجلان في مؤخّر جسدها . وطرفا رجليها منشاران . والجراد من الحيوان الذي ينقاد إلى رئيس يجتمع إليه كالعسكر ، إن ظعن أوّله تتابع كلّه ظاعناً ؛ وإذا نزل أوّله نزل جميعه . ولعابه سمّ على الأشجار ، لا يقع على شيء منها إلا أهلكه . والجرادة فيها شبهٌ من عشرة من جبابرة الحيوان ، وهي : وجه فرس ، وعينا فيل ، وعنق ثور ، وقرنا إيّل ، وصدر أسدٍ ، وبطن عقرب ، وجناحا نسر ، وفخذا جمل ورجلا نعامة ، وذنب حيّة . قال شاعر :
لها فخذا بكرٍ وساقا نعامةٍ . . . وقادمتا نسرٍ وجؤجؤ ضيغم
حبتها أفاعي الرمل بطناً وأنعمت . . . عليها جياد الخيل بالرأس والفم

الصفحة 178