كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 179 """"""
وقال أبو عليّ بن سينا : أجود الجراد السمين الذي لا جناح له ؛ وأرجل الجراد تقلع الثآليل فيما يقال . قال : يؤخذ من مستديراتها اثنتا عشرة وتنزع رءوسها وأطرافها ويجعل معها قليل آسٍ يابسٍ للاستسقاء كما هي . قال : والجراد نافع لتقطير البول ؛ وإذا تبخّر به نفع عسره وخصوصاً في النساء . ويتبخّر به من البواسير . والذي لا أجنحة له يشوى ويؤكل للسع العقرب .
وقال بعض الأعراب وذكر فساده : باكرنا وسمّى ، ثم خلفه ولىّ ؛ حتى كأنّ الأرض وشيٌ منشور ، عليه لؤلؤٌ منثور ؛ ثمّ أتتنا غيوم جراد ، بمناجل حداد ، فأخربت البلاد ، وأهلكت العباد . فسبحان من يهلك القويّ الأكول ، بالضعيف المأكول .
وقال العسكريّ يصف جرادةً :
أجنحةٌ كأنّها . . . أرديةٌ من قصب
لكنّها منقوطة . . . مثل صدور الكتب
بأرجل كأنّها . . . مناشرٌ من ذهب
وقال أيضاً :
وأعرابيّة ترتاد زاداً . . . فتمرق من بلاد في بلاد
غدت تمشي بمنشارٍ كليلٍ . . . تبوع به قرارة كلّ واد
وتنشر في الهواء رداء شريٍ . . . على أطرافه نقط المداد
وقال يعلى بن إبراهيم الأندلسيّ :
وخيفانةٍ صفراء مسودّة القرا . . . أتتك بلونٍ أسودٍ فوق أصفر
وأجنحة قد ألحقتها لرؤيةٍ . . . تقاصر عن أثناء بردٍ محبّر
وقال آخر :
جرادةٌ حنّت القلوب لها . . . حين أشارت بناظري ربرب

الصفحة 179