كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 186 """"""
تقفز من ثمّ إلى هاهنا . . . كأنها زنجيّة ترقص
وقال عبد الله بن عبد الرحمن الدّينوريّ :
وحمش القوائم حدب الظهور . . . طرقن فراشي على غرّة
وينقطنني بخراطيمهنّ . . . كنقط المصاحف بالحمرة
وقال ابن المعتزّ :
وبراغيث إن ظفرن بجسمي . . . خلت في كلّ موضع منه خالا
الحرقوص فقد ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان فقال : وزعموا أنه دويبّة أكبر من البرغوث ؛ وأكثر ما ينبت لها جناحان بعد حين . وعضّة الحرقوص أشدّ من عضّة البرغوث . قالوا : والحرقوص يسمّى النّهيك . وأكثر ما يعضّ أحرار النساء وخصى الرجال . قال أعرابي وقد عضّ الحرقوص خصيتيه :
لقد منع الحراقيص القرارا . . . فلا ليلاً نقرّ ولا نهارا
يغالبن الرجال على خصاهم . . . وفي الأحراح دسّاً وانجحارا
وقالت امرأة تشير إلى زوجها :
يغار من الحرقوص إن عضّ عضّةً . . . بفخذيّ منها ما يجز غيور
لقد وقع الحرقوص منّي موقعاً . . . أرى لذّة الدّنيا إليه تصير
الباب السابع من القسم الخامس من الفن الثالث في أنواع الأسماك
قال ابن أبي الأشعث : السمك يستنشق الماء بأصداغه فيقوم له مقام الهواء للإنسان . والسمك كلّه شرهٌ كثير الأكل ، وحاسّة السمع والشمّ فيه أقوى منها في الإنسان . واستدلّ على ذلك بأدلّة يطول شرحها . وحاسّة البصر فيه ليست كالسمع والشمّ وإنما أضعف . ولسانه غليظ قصير شبيه باللسان وليس لساناً . وله أضراس ليست للمضغ عليها وإنما لقتل ما يفترسه من حيوان الماء ، ويفرغ فيه سمّاً يكون سبباً لقتله . وصغار السمك تحترز من كباره بأن تطلب الماء القليل الذي لا يحمل الكبار .
واختلف الناس في سفاد السمك ، فالأكثر على أنّه يسفد مثل الحيّة . وقال

الصفحة 186