كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 188 """"""
السمك مثل الكوسج والمارماهيج .
وأمّا أفعاله وخواصّه ، فالطّريّ منه يولّد البلغم المائيّ مرخٍ للأعصاب ، غير موافقٍ إلا للمعدة الحارّة جدّاً . قال : وجلد السمك المعروف بسيفيانوس في ناحية بيت المقدس إن ذرّ رماد جلده في عيون المواشي أذهب بياضها . والمالح من أصناف السمك يخرج السّلاّء من المناشب . قال : ورأس سماريس محرقاً يقلع اللّحم الزائد في القروح ويمنع سعتها ويقلع الثآليل واليوث . وماء السمك المالح ينفع من القروح العفنة ويغسلها . قال : وإذا احتقن بسلاقة المالح مراراً نفع من وجع الورك . والسمك الصغار الذي تسمّيه أهل الشام ومصر الصّير إذا تمضمض صاحب القلاع الخبيث بالمرّيّ الذي يتّخذ منه نفعه . والرّعّاد الحيّ إذا قرّب من رأس المصدوع أخدره عن الحسّ بالصداع . قال : وجلد سيفيانوس تحكّ به الأجفان الجربة فينفع ، وجلده المحرق أيضاً يدخل في أدوية العين ؛ ويذهب الاكتحال به مع الملح الظّفرة ، وأكله مقلياً يورث غشاوة العين بل جميع السمك ؛ ورءوس السّمكات المملوحة المجفّفة تنفع اللّهاة الوارمة ، وعلاجٌ جيدٌ من شقاق المقعدة . وغراء السمك يلقى في الأحساء فينفع نفث الدّم . قال : وحوصلة سيفيانوس تليّن البطن مع صعوبة انهضامها . قال : ورأس المالح من سماريس محرقاً يجعل على عضّة الكلب ولسعة العقرب فينفع ذلك ، وكذلك كلّ سمكةٍ . ومرقة كلّ سمكٍ تنفع من السموم المشروبة والنّهوش . قال : والسمك ينفع من عسر النّفس والرّبو واليرقان ويسهّل البلغم وينفع من خناق الرّحم .
وقد وصف الشعراء السمك في أشعارها ؛ فمن ذلك قول ابن الرّومي يخاطب رئيساً ويستدعي منه سمكاً :
عسرت علينا دعوة السّمك . . . أنّى وجودك ضامن الدّرك
اعلم وقيت الجهل أنك في . . . قصرٍ تلته مطارح الشّبك

الصفحة 188