كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 189 """"""
وبنات دجلة في فنائكم . . . مأسورةٌ في كلّ معترك
بيضٌ كأمثال ا لسبائك بل . . . مشحونةٌ بالشحم كالعكك
حسنت مناظرها وساعدها . . . طعم كحلّ معاقد التّكك
فليصطد الصيّاد حاجتنا . . . يصطد مودّتنا بلا شرك
وقال أبو الفتح كشاجم :
ومحجوبةٍ بالماء عن كل ناظرٍ . . . ولكنها في حجبها تتخطّف
أخذنا عليهنّ السبيل بأعينٍ . . . رواصد إلاّ أنّها ليس تطرف
فجئنا بها بيض المتون كأنّها . . . خناجر في أيماننا تتعطّف
وقال أبو عبادة البحتريّ وذكر بركةً :
لا يبلغ السمك المقصور غايتها . . . لبعد ما بين قاصيها ودانيها
يعمن فيها بأوساط مجنّحةٍ . . . كالطير تنفض في جوٍّ خوافيها
وقال أبو طالب المأمونيّ في المقليّ منه :
ماويّةٌ فضيّةٌ لحمها . . . ألذّ ما يأكله الآكل
يضمّها من جلدها جوشنٌ . . . مذيّلٌ فهو لها شامل
لوّنت من فضّتها عسجداً . . . بالقلي لما ضافني نازل
وقال أيضاً :
مائيّة في النار مصليّةٌ . . . يصبغ من فضّتها عسجد
كأنّما جلدتها جوشنٌ . . . مزرفن الصّنعة أو مبرد
وقال عطاء بن يعقوب يصف سمكةً من رسالة يستدعي بها صديقاً ، جاء منها : قد أهدى لنا صديق سمكه ، قد لبست من جلدها شبكه ؛ تشبه حملاً شكلاً وقدّاً ، أو جراباً قد امتلأ زبداً ؛ كأنها أرادت أن تحارب نجم السّماك ، أو حوت الأفلاك ؛ فلبست من جلدها جوشناً مزرداً . وسلّت من ذنبها سيفاً مجرّداً .

الصفحة 189