كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 19 """"""
وتقدّمت عنه القطاة له . . . فنأت بموقعها عن الحرّ
القطاة : مقعد الردف . والحرّ : سوادٌ في ظاهر أذني الفرس . وهما من الطير . يقال : إن الحرّ ذكر الحمام .
وسما على نقويه دون حداته . . . خربان بينهما مدى الشّبر النّقوان : واحدهما نقو والجمع أنقاء ، وهو عظم ذو مخّ . وعنى هاهنا عظام الوركين ، لأن الخراب هو الذي تراه مثل المدهن في ورك الفرس . وهو من الطير ذكر الحباري . والحدأة : سالفة الفرس . وهي من الطير .
يدع الرّضيم إذا جرى فلقاً . . . بتوائم كمواسم سمر
الرّضيم : الحجارة ، يفلقها بتوائم أي بحوافره . والمواسم : جمع ميسم الحديد ؛ أي أنها كمواسم الحديد في صلابتها . وقوله : سمر أي لون الحافر . والحافر الأسمر هو الصّلب .
ركّبن في محض الشّوى سبط . . . كفت الوثوب مشدّد الأسر
الشّوى هاهنا : القوائم ، يقال : فرس محض الشّوى إذا كانت قوائمه معصوبة . سبط : سهل . كفت الوثوب أي مجتمعٌ . مشدّد الأسر أي الخلق .
قال الأصمعيّ : فأمر لي بعشرة آلاف درهم .
فهذه جملٌ من أوصاف محاسنها . وسنذكر إن شاء الله تعالى ما وصفها به الشعراء في أشعارها والفضلاء في رسائلها ، على ما تقف على ذلك في موضعه . فلنذكر عيوب الخيل :
عيوبها
التي تكون في خلقتها ، وفي جريها ، والتي تطرأ عليها وتحدث فيها ، فهي مائة نذكرها :
فأما التي في خلقتها
فهي أن يكون الفرس أخذى وهو المسترخي أصول الأذنين . وأمعر وهو الذي ذهب شعر ناصيته . وأسفى وهو الخفيف الناصية ، وهو محمود في البغال . وأغمّ وهو الذي غطّت ناصيته عينيه . وأسعف وهو الذي في ناصيته بياض . وأحول وهو الذي ابيضّ مؤخر عينه وغار السّواد من قبل مآقيه . وأزرق وهو الذي في إحدى عينيه بياضٌ أو زرقة . وأقنى وهو الذي في أنفه احديدابٌ . ومغرباً وهو الذي أشفار عينيه بيضٌ مع زرقتها . وأدن وهو الذي اطمّأنّ عنقه من أصله . وأهنع وهو الذي اطمأنت عنقه من وسطها . وأوقص وهو الذي في

الصفحة 19