كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 191 """"""
ينتهي في الطول إلى عشرين ذراعاً في عرض ذراعين . ويفترس الفرس والإنسان . ولا يقوى على قتاله من الحيوان إلاّ الجاموس . وله يدان ورجلان وذنب طويل يضرب به ويلفّ . وهو لا يصاد إلاّ أن يضرب في إبطيه ، ومنهما مقتله . ويقال : إنه أراد السّفاد خرج هو والأنثى إلى البرّ فيقلبها على ظهرها ويستبطنها ؛ فإذا فرغ قلبها لأنها لا تتمكّن من الانقلاب لقصر يديها ورجليها ويبس ظهرها . وهي تبيض في البرّ ، فما وقع في الماء صار تمساحاً وما بقي في البرّ صار سقنقوراً . والتّمساح يحرّك فكّه الأعلى دون الأسفل ، ولسانه معلّقٌ به . ويقال : إنه ليس له مخرجٌ ، وإنّ جوفه إذا امتلأ خرج إلى البرّ وفتح فمه فيجيء طائرٌ صغير أرقط فينقر بمنقاره ما في جوفه ويخرجه ، وذلك غذاء الطائر وراحةٌ للتّمساح . وفي رأس هذا الطائر شوكةٌ فإذا أغلق التمساح فمه عليه نخسه بها فيفتحه . ويقال : إن للتمساح ستين سنّاً وستين عرقاً ، ويسفد ستين مرّةً ، ويبيض ستين بيضةً . ويوجد في جلده ممّاً يلي بطنه سلعة كالبيضة فيها رطوبةٌ لها رائحةٌ كالمسك ، وتنقطع رائحتها بعد أشهر .
ووصفه شاعرٌ فقال :
وذي هامةٍ كالتّرس يفغر عن فم . . . يضمّ على مثل الحسام المثلّم
ويفترّ عن مثل المناشير ركّبت . . . على مشفرٍ مثل القليب المهدّم
مشى في شواةٍ من فقارة غيلمٍ . . . وسقّف لحياً عن مناكب شيهم
السّقنقور ويسمى الحرذون البحريّ . ويقال : إنه ورلٌ مائيٌّ . ومنه ما هو مصريّ ، وما هو هنديّ ، وما يتولّد في بحر القلزم وببلاد الحبشة . وهو يغتذي في الماء بالسمك وفي البرّ بالقطا . وأنثاه تبيض عشرين بيضةً وتدفنها في الرّمل ، فيكون ذلك حضنها . وجلده خشنٌ مدبّج بالسواد والصفرة وهو إذا عضّ إنساناً وسبقه الإنسان إلى الماء فاغتسل منه مات السقنقور ؛ وإن سبق السقنقور الإنسان إلى الماء مات الإنسان . وبين السقنقور وبين الحيّة عداوةٌ عظيمةٌ ، متى ظفر أحدهما بصاحبه قتله .
وقال الشيخ الرئيس : أجود السقنقور ما صيد في الرّبيع وقت هيجانه . وأجود أعضائه السّرّة . وهو ينفع من العلل الباردة في العصب . وملحه يهيج الباه فكيف لحمه ، وخصوصاً لحم سرّته وما يلي كليتيه وخصوصاً شحمها .
السّلحفاة واللّجأة يقال : إنّ اللّجأة تبيض في البرّ ، فما أقام به سمّي

الصفحة 191