كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 194 """"""
والدراهم بحيث يكون عليها ختم الملك . وجلد هذا الحيوان هو الذي يعمل شرابيش الأمراء وأطواق التّشاريف ودوائرها .
والقاتم : حيوان يشبه السنجاب إلا أنه أبرد منه وأرطب ولهذا هو أبيض يقف وهو يجلب عن بحر الجرز وجلده يشبه جلد الفنك الضفادع وهو أصناف كثيرة ، تكون من سفادٍ وغير سفادٍ . وهي تبيض في البرّ وتعيش في الماء . والذي من غير سفادٍ يتولّد من المياه الضعيفة ، ومن العفونات ، وغبّ الأمطار الغزيرة ، حتى يتوهّم المتوهّم أنه يسقط من السّحاب لكثرة ما يرى منه على الأسطحة عقيب المطر . ويقال : إنه يخلق في تلك الساعة .
والضّفدع من الحيوان الذي لا عظم له . وفيه ما ينقّ وما ليس ينقّ . وليس صوت ما ينقّ من فيه ولكنه من جلودٍ رقاقٍ تكون إلى جانب أذنيه ؛ فإذا أراد النقيق انفتحت فيخرج الصوت منها . وهي تنطبق في زمن الشتاء فلا تنفتح حتى يعتدل الجوّ .
قال الجاحظ : والضّفدع لا يصيح ولا يمكنه الصياح حتى يدخل حنكه الأسفل الماء ، فإذا صار في فيه بعض الماء صاح ؛ ولذلك لا تسمع للضفادع نقيقاً إذا كنّ خارجاتٍ من الماء . قال : والضفادع تنقّ ، فإذا أبصرت النار أمسكت . وتوصف بحدّة السمع إذا كانت خارج الماء . ويضرب بها المثل في السمع والحذر ، فيقال : " أحذر من ضفدعٍ " و " أسمع من ضفدعٍ " . وقال شاعر يصف الضفادع :
ومقعداتٍ زانهنّ أرجل . . . كقعدة الناكح حين ينزل
يكسين وشياً وعيونٌ تكحل
وقال آخر :
دعتك في فاضةٍ مدنّرةٍ . . . ليس لها طرّةٌ ولا هدب
قد نسجت من زبرجدٍ فجرى . . . بين تضاعيف نسجها الذّهب
يظلّ صمتاً نهاره فإذا . . . أدركه الليل بات يصطخب
هو وإن لم يغطّ مقلته . . . جفنٌ ولا امتدّ خلفه ذنب
يعجبني ما أراه منه ففي . . . خلقته واختلافها عجب
السّرطان وهو ذو فكّين ومخالب وأظفارٍ حدادٍ ، كثير الأسنان ،

الصفحة 194