كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 197 """"""
بمطاعم حامليه ، محقّقٌ لآمال آمليه ؛ ضامنٌ لحمام الحمام ، متناولٌ لها من أبعد مرام ؛ يعرج إليها وهو سمٌّ ناقع ، ويهبط بها وهي رزقٌ نافع .
ومنها في وصف القسيّ : وبأيديهم قسيٌّ مكسوّةٌ بأغشية السّندس ، مشتملة منها بأحسن ملبس ؛ مثل الكماة في جواشنها ودروعها ، والجياد في جلالها وقطوعها ؛ حتى إذا جرّدت من تلك المطارف ، وانتضيت من تلك الملاحف ؛ رأيت منها قدوداً مخطفةً رشيقه ، وألواناً معجبة أنيقه ؛ صلبة المكاسر والمعاجم ، نجيبة المنابت والمناجم ؛ خطّيّة الأسماء والمناسب ، سمهريّة الأعراق والمناصب ؛ ركّبت من شظايا الرّماح الداعسه ، وقرون الأوعال الناخسه ؛ فحازت الشرف من طرفيها ، واستولت عليه بكلتا يديها ؛ قد انحنت المشيخة النّسّاك ، وصالت صيال الفتية الفتّاك ؛ واستبدلت من قديمها في عزذ الفوارس ، بحديثها من نفيس الملابس ؛ وانتقلت من جدّها في طراد المغارات ، إلى هزلها في طرد المسهرات ؛ ظواهرها صفرٌ وارسه ، ودواخلها سودٌ دامسه ؛ كأنّ شمس أصيلٍ طلعت على متونها ، أو جنح ليل اعتكر في بطونها ؛ أو زعفراناً جرى فوق مناكبها ، أو غاليةً جمدت على ترائبها ؛ أو قضبان فضّةٍ أذهب شطرها وأحرق شطر ، أو حبّات رمل اعتنق السود منها صفر .
وجاء منها في وصف الوتر : فلمّا توسّطوا تلك الروضه ، وانتشروا في أكناف تلك الغيضه ؛ وثبتت للرّمي أقدامهم ، وشخصت للطير أبصارهم ؛ وتروها بكل وترٍ فوق سهمه منه ، وهو مفارقٌ للسهم وخارجٌ عنه ؛ مضاعفٌ عليها من وترين ، كأنّه شخص ذو جسدين ، أو عناقٌ ضمّ ضجيعين ؛ في وسطه عينٌ كشرجة كيسٍ مختوم ، أو سرّة بطنٍ خميصٍ مهضوم ؛ تروع قلب الطير بالإنباض ، وتصيب منها مواقع الأغراض .

الصفحة 197