كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 207 """"""
وتبعه في المطار صوغ ، كأنّه من النّضار مصوغ ؛ تحسبه عاشقاً قد مدّ صفحته ، أو بارقاً قد بثّ لفحته .
طويلةٌ رجلاه مسودّةٌ . . . كأنّما منقاره خنجر
مثل عجوزٍ رأسها أشمطٌ . . . جاءت وفي قمّتها معجر
فاستقبله الحادي عشر ووثب ، ورماه حين حاذاه من كثب ؛ فسقط كفارسٍ تقطّر عن جواده ، أو وامقٍ أصيبت حبّة فؤاده ؛ فحمله بساقه ، وعدل به إلى رفاقه .
واقترن به مرزمٌ له في السماء سميٌّ معروف ، ذو منقارٍ كصدغٍ معطوف ؛ كأنّ رياشه فلق اتّصل به شفق ، أو ماءٌ صافٍ علق بأطرافه علق .
له جسمٌ من الثّلج . . . على رجلين من نار
إذا أقلع ليلاً قل . . . ت برقٌ في الدّجى ساري
فانتحاه الثاين عشر ميمّماً ، ورماه مصمّماً ؛ فأصابه في زوره ، وحصّله من فوره ، وحصل له من السرور ما خرج به عن طوره .
والتحق به شبيطر كأنه مدية مبيطر ؛ ينحطّ كالسيل ويكرّ على الكواسر كالخيل ؛ ويجمع من لونه بين ضدّين يقبل منهما بالنهار ويدبر بالليل ؛ يتلوّى في منقاره الأيم ، تلوّي التّنّين في الغيم .
تراه في الجوّ ممتدّاً وفي فمه . . . من الأفاعي شجاعٌ أرقمٌ ذكر
كأنه قوس رامٍ عنقه يدها . . . ورأسه رأسها والحيّة الوتر
فصوّب الثالث عشر إليه ببندقه ، فقطع لحيه وعنقه ؛ فوقع كالصّرح الممرّد ، أو الطّراف الممدّد .
واتّبعه عنّاز أصبح في اللّون ضدّه ، وفي الشكل ندّه ؛ كأنّه ليلٌ ضمّ الصبح

الصفحة 207