كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 212 """"""
فإن لم تصغ أردتها بطعنٍ . . . ينوب الطين فيه عن السّنان مقرطقة ممنطقة خلوب . . . مهفهفة مخفّفة الجران
مذكّرة مؤنّثة تهادى . . . من الأصباغ في حلل القيان
معمّرة تزايد كلّ يوم . . . شبيبتها على مرّ الزمان
كأنّ الله ضمّنها فبانت . . . لنا في الرّزق عن أوفى ضمان
أعزّ على العيون من المآقي . . . وأحلى في النفوس من الأماني
إذا ما استوطنت يوماً مكاناً . . . تولّى الجدب عن ذاك المكان
وقال أبو الفتح كشاجم :
وثيقةٌ مدمجة الأوصال . . . محنيّةٌ عوجاء كالهلال
تعود إن شئت إلى اعتدال . . . باطنها لعاقل الأوعال
والظهر منها لقنا الأبطال . . . يجمعها أسمر ذو انفتال
في وسطه من صنعة المحتال . . . مثال عينٍ غير ذي احولال
تقذى بصدفات من الصّلصال . . . أمضى من السّهام والنّبال
قدّى يقرّ أعين الآمال . . . فاقعة الصّفرة كالجريال
رخيصةٌ تغنم كلّ غال . . . تؤمن منها ونية الكلال
تعول في الجدب وفي الإمحال . . . وقد يكون الصّقر كالعيال
مطيّها عواتق الرجال . . . في غلفٍ ممدودةٍ طوال
كم أفضلت على ذوي إفضال . . . وكم أنالت من أخي نوال
وقرّبت للطّير من آجال
وقال أيضاً فيها من أبيات :
وفي يساري من الخطّيّ محكمةٌ . . . متى طلبت بها أدركت مطلوبي
للوعل باطن شطريها ومعظمها . . . من عود شجراء ظمياء الأنابيب
تأنّق القين في تزيينها فغدت . . . تومي بأحسن تفضيضٍ وتذهيب

الصفحة 212