كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 213 """"""
في وسطها مقلةٌ منها تبيّن ما . . . يرمي فما مقتلٌ عنها بمحجوب
فقمت والطير قد حمّ الحمام لها . . . على سبيلي في عادي وتجويبي
حتى إذا اكتحلت بالطين مقلتها . . . صبّت عليهنّ حتفاً جدّ مصبوب
فرحت جذلان لم تكدر مشارب لذّاتي ولم تلق آمالي بتخييب
ذكر شيء مما قيل في سبطانة
قال أبو الفرج الببّغاء :
وجوفاء حاملةٍ تهتدي . . . إلى كل قلبٍ مقروحه
مقوّمة القدّ ممشوقةٍ . . . مهفهفة الجسم ممسوحه
مثقّفةٍ فمها عينها . . . تبشّر قلبي بتصحيحه
فإن هي والجارح استنهضا . . . إلى الصّيد عاقته عن ريحه
إذا المرء أودعها سرّه . . . لتخفيه باحت بتصريحه
مواتٌ تعيش إذا ما أعاد . . . لها النافخ الرّوح من روحه
هي السّبطانة في شكلها . . . ففي القلب جدّ تباريحه
تحطّ أبا الفرخ عن وكره . . . وتستنزل الطير من لوحه
وقال أبو طالب المأمونيّ :
مثقّفة جوفاء تحسب زانةً . . . ولكنها لازجّ فيها ولا نصل
تسدّد نحو الطير وهو محلّق . . . فينفذ عنها للردى نحوه الرّسل
يطير إلى الطير الرّدى في ضميرها . . . فيجري كما يجري ويعلو كما يعلو
فيعقل ما تنجو به فكأنما . . . يمدّ إليه من بنادقها حبل
ذكر شيء مما قيل في عيدان الدّبق
قال عبد الله بن المعتز فيها ملغزاً :

الصفحة 213