كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 215 """"""
كمديةٍ مصقولة المتنين . . . كأنما صيغ من اللّجين
وقال أبو الفرج الببّغاء يصف شبكة العصافير :
رقراقةٌ في السّراب تحسبها . . . على الثّرى حلّةً من الزّرد
كالدّرع لكنها معوّضةٌ . . . عن المسامير كثرة العقد
سائرها أعينٌ مفتّحةٌ . . . لا ترتضي نسبةً إلى جسد
الشّصّ ، وهو الصّنانير ، قال كاتب أندلسيّ يصفه من رسالة : صنانير كأظفار السّنانير ؛ قد عطفها القين كالراء ، وصيّرها الصّقل كالماء ؛ فجاءت أحدّ من الإبر ، وأرق من الشّعر ؛ كأنها مخلب صرد ، أو نصف حلقةٍ من زرد .
وقال أبو الفتح كشاجم :
من كان يحوي صيده الفضاء . . . وللبزاة عنده ثواء
وطال بالكلب له العناء . . . فإن صيدي ما حواه الماء
بمخلبٍ ساعده رشاء . . . يظلّ والماء له غطاء
كما طوت هلالها السماء . . . كأنه من الحروف راء
فهو ونصف خاتمٍ سواء . . . يحمل سمّاً اسمه غذاء
وعطباً فيه لنا إحياء . . . تدمى به القلوب والأحشاء
عاد إذا ساعده القضاء . . . أمتعنا القريس والشّواء
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم

الصفحة 215