كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 23 """"""
ملاوح . وكان السّكب كميتاً أغرّ محجلاً مطلق اليمنى ، وقيل : إنه أدهم . رواه الطّبراني في المعجم الكبير . وعن عمارة بن خزيمة الأنصاريّ أن عمّه حدّثه ، وهو من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلّم ، : أن النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) ابتاع فرساً من أعرابيّ ، فاستتبعه النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) ليقبضه ثمن فرسه ، فأسرع النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) المشي وأبطأ الأعرابيّ ؛ فطفق رجالٌ يعترضون الأعرابيّ فيساومونه بالفرس ولا يشعرون أن النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) ابتاعه ، حتى زاد بعضهم الأعرابيّ في السّوم على ثمن الفرس الذي ابتاعه به النبيّ صلى الله عليه وسلّم ؛ فنادى الأعرابيّ النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) فقال : إن كنت مبتاعاً هذا الفرس فابتعه وإلا بعته ؛ فقال النبيّ صلى الله عليه وسلّم : " بلى قد ابتعته " ؛ فطفق الناس يلوذون بالنبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) وبالأعرابيّ وهما يتراجعان ، وطفق الأعرابيّ يقول : هلم شهيداً يشهد أني قد بايعتك فمن جاء من الناس قال للأعرابي ويلك إن النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) لم يكن ليقول إلا حقاً حتى جاء خزيمة بن ثابت فأسمع لمراجعة النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) ومراجعة الأعرابيّ ؛ فطفق الأعرابيّ يقول : هلمّ شهيداً يشهد أني قد بايعتك ؛ فقال خزيمة بن ثابت : أنا أشهد أنك قد بايعته . فأقبل النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) على خزيمة فقال : " بم تشهد ؟ " فقال : بتصديقك يا رسول الله ؛ فجعل النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : " شهادة خزيمة بن ثابت بشهادة رجلين " . وفي لفظٍ : فقال خزيمة بن ثابت : أنا أشهد أنه قد باعك الفرس يا رسول الله ؛ فقال النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) : " وهل حضرتنا يا خزيمة ؟ " فقال : لا ؛ فقال : " فكيف شهدت بذلك " ؛ فقال خزيمة : بأبي أنت وأمّي يا رسول الله ، أصدّقك على أخبار السماء وما يكون في غدٍ ولا أصدّقك في ابتياعك هذا الفرس . فقال النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) : " إنك لذو الشهادتين يا خزيمة " .
وقد اختلف في اسم هذا الفرس ، فقال محمد بن يحيى ين سهل بن أبي حثمة : هو المرتجز ؛ وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه المرتجز . قال ابن الأثير : وكان أبيض . وقال ابن قتيبة في المعارف : المرتجز ، وفي أخرى : الطّرف ، وفي أخرى : النّجيب .
ومنها البحر ، وهو الذي سبق الخيل لمّا سابق به رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ؛ فسمّاه البحر

الصفحة 23