كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 32 """"""
وقال أيضاً في أدهم :
ضرم يهيج السوط من شؤبوبه . . . هيج الجنائب من حريق العرفج
أمّا الجواد فقد بلونا يومه . . . وكفى بيومٍ مخبراً عن عامه
جارى الجياد فطار عن أوهامها . . . سبقاً وكاد يطير عن أوهامه
جذلان تلطمه جوانب غرّةٍ . . . جاءت مجيء البدر عند تمامه
واسودّ ثم صفت لعيني ناظرٍ . . . جنباته فأضاء في إظلامه
مالت نواحي عرفه فكأنها . . . عذبات أثل مال تحت حمامه
ومقدّم الأذنين تحسب أنّه . . . بهما يرى الشخص الذي لأمامه
وكأن فارسه وراء قذاله . . . ردفٌ فلست تراه من قدّامه
لانت معاطفه فخيّل أنه . . . للخيزران مناسبٌ لعظامه
في شعلةٍ كالشّيب مرّ بمفرقي . . . غزلٍ لها عن شيبه بغرامه
وكأن صهلته إذا استعلى بها . . . رعدٌ يقعقع في ازدحام غمامه
مثل الغراب غدا يباري صحبه . . . بسواد صبغته وحسن قوامه
والطّرف أجلب زائرٍ لمؤونةٍ . . . ما لم تزره بسرجه ولجامه
وقال عليّ بن الجهم :
فوق طرفٍ كالطّرف في سرعة الطّر . . . ف وكالقلب قلبه في الذكاء
لا تراه العيون إلا ؟ ّ خيالاً . . . وهو مثل الخيال في الانطواء
وقال العباس بن مرداس :
جاء كلمع البرق سمام ناظره . . . تسبح أولاه ويطفو آخره

الصفحة 32