كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 33 """"""
فما يمسّ الأرض منه حافره
وقال أبو الطيّب المتنبيّ :
وجرداً مددنا بين آذانها القنا . . . فبتن خفافاً يتّبعن العواليا تماشي بأبدٍ كلّما وافت الصّفا . . . نقشن به صدر البزاة حوافيا
وينظرن من سودٍ صوادق في الدّجى . . . يرين بعيدات الشّخوص كما هيا
وتنصب للجرس الخفيّ سوامعاً . . . يخلن مناجاة الضمير تناديا
تجاذب فرسان الصّباح أعنةً . . . كأن على الأعناق منها أفاعيا
وقال أيضاً :
وجيادٍ يدخلن في الحرب أعرا . . . ءً ويخرجن من دمٍ في جلال
واستعار الحديد لوناً وألقى . . . لونه في ذوائب الأطفال
وقال أبو الطيّب أيضاً :
ويومٍ كليل العاشقين كمنته . . . أراقب فيه الشمس أيان تغرب
وعيني على أذني أغرّ كأنّه . . . من الليل باقٍ بين عينيه كوكب
له فضلةٌ عن جسمه في إهابه . . . تجيء على صدرٍ رحيبٍ وتذهب
شققت به الظّلماء أدني عنانه . . . فيطغى وأرخيه مراراً فيلعب
وأصرع أيّ الوحش قفّيته به . . . وأنزل عنه مثله حين أركب
وقال أيضاً يصف فرساً :

الصفحة 33