كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 34 """"""
إن أدبرت قلت لا تليل لها . . . وأقبلت قلت ما لها كفل
وقال أبو الفرج الببّغاء :
إن لاح قلت أدميةٌ أم هيكل . . . أو عنّ قلت أسابح أم أجدل
تتخاذل الألحاظ في إدراكه . . . ويحار فيه الناظر المتأمّل
فكأنّه في اللطف فهمٌ ثاقبٌ . . . وكأنه في الحسن حظٌّ مقبل
وقال أيضاً من أبيات :
رماهم بألحاظ الجياد ولم تكن . . . لينأى عليها المنزل المتباعد
من الّلاء يهجرن المياه لدى السّرى . . . ويعتضن شمّ الجوّ والجوّ راكد
مرنّ على لذع القنا فكأنما . . . عليهن من صبغ الدّماء مجاسد
نسجن ملاء النّقع ثم خرقنه . . . بكرٍّ لها منه إلى النصر قائد
عليهنّ من نسج الغبار غلائلٌ . . . رقاقٌ ومن نضح الدماء قلائد
وقال أبو الفتح كشاجم :
ماءٌ تدفّق طاعةً وسلاسةً . . . فإذا استدرّ الحضر منه فنار
وإذا عطفت به على ناورده . . . لتديره فكأنه بركار
قصرت قلادة نحره وعذاره . . . والرّسغ ، وهي من العتيق قصار
يرد الضّحاضح غير ثانٍ سنبكاً . . . ويرود طرفك خلفه فيحار
لو لم تكن للخيل نسبة خلقه . . . خالته من أشكالها الأطيار

الصفحة 34