كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 37 """"""
ربّ طرفٍ كالطّرف ساعة عدوٍ . . . ليس يسري سراه طيف الخيال
إن سرى في الدّجى فبعض الدّراري . . . أو سعى في الفلا فإحدى السّعالي
لست أدري إن قيد ليلة أسرى . . . أو تمطّيته غداة قتال
أجنوبٌ تقتاد لي أم جنيبٌ . . . أم شمالٌ عنانها بشمالي
أشهب اللّون أثقلته حليٌّ . . . خب فيهن وهو ملقى الجلال
فبدا الصبح ملجماً بالثّريّا . . . وجرى البرق مسرجاً بالهلال
وقال أيضاً في أشهب :
وظلام ليلٍ لا شهاب بأفقه . . . إلاّ لنصل مهنّدٍ أو لهذم
لاطمت لجته بموجة أشهبٍ . . . يرمى بها بحر الظلام فيرتمى
قد سال في وجه الدّجنّة غرّةً . . . فالليل في شبه الأغرّ الأدهم
أطلعت منه ومن سنانٍ أزرقٍ . . . ومهنّدٍ عضبٍ ثلاثة أنجم
وقال أبو الصّلت يصف فرساً أشهب :
وأشهبٍ كالشّهاب أضحى . . . يجول في مذهب الجلال
قال حسودي وقد رآه . . . يجنب خلفي إلى القتال
من ألجم الصبح بالثريّا . . . وأسرج البرق بالهلال
وقال ابن خفاجة وقد أهدى مهراً بهيماً :
تقبّل المهر من أخي ثقةٍ . . . أرسل ريحاً به إلى المطر
مشتملاً بالظلام من شيةٍ . . . لم يشتمل ليلها على سحر
منتسباً لونه وغرّته . . . إلى سواد الفؤاد والبصر
تحسبه من علاك مسترقاً . . . بهجة مرأىً وحسن مختبر
حنّ إلى راحةٍ تفيض ندىً . . . فمال ظلٌّ به على نهر
ترى به والنشاط يحفزه . . . ما شئت من فحمةٍ ومن شرر

الصفحة 37