كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 38 """"""
لو حمل الليل حسن دهمته . . . أمتع طرف المحبّ بالسّهر
أحمى من النجم يوم معركةٍ . . . ظهراً وأجرى به من القدر
اسودّ ، وابيضّ فعله كرماً . . . فالتفت الحسن فيه عن حور
فازدد سنا بهجةٍ بدهمته . . . فاللّيل أذكى لغرّة القمر
ومثل شكري على تقبّله . . . يجمع بين النسيم والزّهر
وقال في فرس أشقر :
ومطهّم شرق الأديم كأنما . . . ألفت معاطفه النجيع خضابا
طربٌ إذا غنّى الحسام ، ممزّقٌ . . . ثوب العجاجة جيئةً وذهابا
قدحت يد الهيجاء منه بارقاً . . . متلهّباً يزجي القتام سحابا
ورمى الحفاظ به شياطين العدا . . . فانقضّ في ليل الغبار شهابا
بسّام ثغر الحلى تحسب أنّه . . . كأسٌ أثار بها المزاج حبابا
وقال في أدهم أغرّ محجّل :
وكأنما لطم الصباح جبينه . . . فاقتصّ منه فخاض في أحشائه
وقال ابن نباتة السّعدي في أدهم :
وأدهم يستمدّ الليل منه . . . وتطلع بين عينيه الثريّا
سرى خلف الصباح يطير مشياً . . . ويطوى خلفه الأفلاك طيّا
فلمّا خاف وشك الفوت منه . . . تعلّق بالقوائم والمحيّا
وقال في فرس أدهم أغرّ محجّل أهدي له :
قد جاءنا الطّرف الذي أهديته . . . هاديه يعقد أرضه بسمائه
أولايةً ولّيتنا فبعثته . . . رمحاً سبيب العرف عقد لوائه
تختال منه على أغرّ محجّل . . . ماء الدّياجي قطرةٌ من مائه

الصفحة 38