كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 39 """"""
وكأنما لطم الصباح جبينه . . . فاقتصّ منه فخاض في أحشائه
متمهّلاً والبرق من أسمائه . . . متبرقعاً والحسن من أكفائه
ما كانت النيران يكمن حرّها . . . لو أن للنيران بعض ذكائه
لا تعلق الألحاظ في أعطافه . . . إلا إذا كفكفت من غلوائه
وقال محمد بن الحسين الفارسيّ النحويّ أحد شعراء اليتيمة في فرس أدهم أغرّ :
ومطهّم ما كنت أحسب قبله . . . أنّ السروج على البوارق توضع
وكأنما الجوزاء حين تصوّبت . . . لببٌ عليه والثريّا برقع
طرائف في ذم الخيل بالهزال والعجز عن الحركة
كتب بعضهم إلى صديق له :
ما فعلت حجرك تلك التي . . . أفضل من فارسها الرّاجل
عهدي بها تبكي وتشكو الضنى . . . لما احتشاه البدن الناحل
وهي تغنّيني غنا صبّةٍ . . . غايتها وجدان ما تأكل :
ياربّ لا أقوى على كلّ ذا . . . موتٌ وإلاّ فرجٌ عاجل
وقال آخر :
يا نصر حجرك أبلى الجوع جدّتها . . . وأصبحت شبحاً تشكو تجافيكا
إذا رأت تبنةً قالت مجاهرةً . . . يا تبن لي حسرةٌ ما تنقضي فيكا
ترجوه طوراً وتبكي منه آيسة . . . حتى إذا عرضت باتت تغنّيكا :
هذي ، فديتك ، حالي عد علمت بها . . . فلم يكون الجفا أفديك أفديكا
وقال آخر :
أعطيتني شهباء مهلوبةً . . . تذكر نمروذ بن كنعان

الصفحة 39