كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 41 """"""
الذي إذا استقبلته قلت نافر ، وإذا استدبرته قلت زاخر ، وإذا استعرضته قلت زافر . قال : فأي هذه أفضل ؟ قال : الذي طرفه إمامه ، وسوطه عنانه .
ومن هذا أخذ المتنبي وعليّ بن جبلة والعسكريّ . فقال المتنبي :
إن أدبرت قلت لا تليل لها
وقد تقدّم .
وقال عليّ بن جبلة :
تحسبه أقعد في استقباله . . . حتى إذا استدبرته قلت أكبّ
وقال أبو هلال العسكريّ :
طرفٌ إذا استقبلته قلت حبا . . . حتى إذا استدبرته قلت كبا
ووصف أعربيّ فرساً أجري في حلبة فقال لما أرسلت الخيل : جاءوا بشيطان ، في أشطان ؛ فأرسلوه فلمع لمع البرق ، واستهلّ استهلال الودق ؛ فكان أقرب الخيل إليه ، تقع عينه من بعدٍ عليه .
ووصف محمد بن الحسين بن الحرون فرساً فقال : هو حسن القميص ، جيّد الفصوص ؛ وثيق القصب ، نقيّ العصب ؛ يبصر بأذنيه ، ويتبوّع بيديه ، ويداخل رجليه .
ووصف أخر فرساً فقال : الريح أسيرة يديه ، والظّليم فريسة رجليه ؛ إن حر ؟ ّ استعر في التهابه ، وإن جدّ مرق من إهابه . وكتب عبد الله بن طاهر إلى المأمون مع فرس أهداه إليه : قد بعثت إلى أمير المؤمنين فرساً يلحق الأرنب في الصّعداء ، ويجاوز الظباء في الاستواء ، ويسبق في الحدور جري الماء ؛ إن عطف حار ، وإن أرسل طار ؛ وإن حبس صفن ، وإن

الصفحة 41