كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 50 """"""
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : أهذي للنبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) بغلة أهدها له كسرى ؛ فركبها بجلٍّ من شعر ثم أردفني خلفه . رواه الثّعالبيّ في تفسيره في قوله تعالى : " وإن يمسسك الله بضرٍّ فلا كاشف له إلاّ هو " . قال الشيخ شرف الدين عبد المؤمن الدّمياطي رحمه الله : قوله أهداها له كسرى بعيدٌ ؛ لأنه مزّق كتاب النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) وأمر عامله باليمن بقتله وبعث رأسه إليه ؛ فأهلكه الله بكفره وطغيانه . وروى مسلم بن الحجّاج رحمه الله من حديث أبي حميد الساعديّ قال : غزونا مع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) تبوك ؛ فذكر الحديث ؛ وقال فيه : وجاء رسول ابن العلماء صاحب أيلة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بكتاب وأهدى له بغلة بيضاء ؛ فكتب إليه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأهدى له برداً . رواه البخاريّ في كتاب الجزية والموادعة بعد الجهاد ؛ ورواه أبو نعيم في المستخرج . ولفظهما : وأهدى ملك أيلة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بغلة بيضاء فكساه برداً ؛ وقال أبو نعيم : بردةً .
وقال ابن سعد : وبعث صاحب دومة الجندل لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) ببغلة وجبّة من سندس .
وروى إبراهيم الحربيّ في كتاب الهدايا عن عليّ رضي الله عنه قال : وأهدى يحنّة بن روبة إلى رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بغلته البيضاء .
وروى يوسف بن صهيب عن ابن بريدة عن أبيه قال : انكشف الناس عن النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) يوم حنين ورسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) على بغلته الشّهباء التي أهداها له النّجاشيّ وزيدٌ آخذٌ بركاب بغلته . وذكر عليّ بن محمد بن حنين بن عبدوس الكوفيّ في أسماء خيله وسلاحه وأثاثه : وكان اسم بغلته دلدل أهداها إليه المقوقس صاحب الإسكندريّة وكانت شهباء ؛ وهي التي قال لها يوم حنين : " اربضي " فربضت . ويقال : إنّ علياً ركبها بعد النبيّ صلى الله عليه وسم ثم ركبها الحسن ثم ركبها الحسين ثم ركبها محمد بن الحنفيّة رضي الله عنهم ؛ ثم كبرت وعميت ، فوقعت في مبطخة لبعض بني مدلج فخبطت

الصفحة 50