كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 56 """"""
وتكسر سرجها أبداً شماساً . . . وتسقط في الوحول وفي الرمال
ويهزلها الجمام إذا خصبنا . . . ويدبر ظهرها مسّ الجلال
تظلّ لركبةٍ منها وقيداً . . . يخاف عليك من ورم الطّحال
وتضرط أربعين إذا وقفنا . . . على أهل المجالس للسؤال
فتخرس منطقي وتحول بيني . . . وبين كلامهم ممّا توالي
وقد أعيت سياستها المكاري . . . وبيطاراً يعقّل بالشّكال
حرونٌ حين تركبها لحضرٍ . . . جموحٌ حين تعزم للنّزال
وذئبٌ حين تدنيها لسرجٍ . . . وليثٌ عند خشخشة المخالي
وفيلٌ إن أردت بها بكوراً . . . خذولٌ عند حاجات الرّجال
وألف عصاً وسوطٍ أصبحيٍّ . . . ألذّ لها من الشّرب الزّلال
وتصعق من صياح الدّيك شهراً . . . وتذعر للصّفير وللخيال
إذا استعجلتها راثت وبالت . . . وقامت ساعةً عند المبال
ومثفارٌ تقدّم كلّ سرجٍ . . . تصيّر دفّتيه على القذال
وتحفى في الوقوف إذا أقمنا . . . كما تحفى البغال من الكلال
ولو جمّعت من هنّا وهنّا . . . من الأتبان أمثال الجبال
فإنك لست عالفها ثلاثاً . . . وعندك منه عودٌ للخلال
وكانت قارحاً أيام كسرى . . . وتذكر تبّعاً قبل الفصال
وقد قرحت ولقمان فطيمٌ . . . وذو الأكتاف في الحجج الخوالي
وقد أبلى بها قرنٌ وقرنٌ . . . وآخر يومها لهلاك مالي
فأبدلني بها يا ربّ بغلاً . . . يزين جمال مركبه جمالي

الصفحة 56