كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 63 """"""
الباب الثالث من القسم الثالث من الفن الثالث في الإبل والبقر والغنم
ذكر ما قيل في الإبل
الإبل جمع لا واحد لها من لفظها . والذّكر منها جمل ، والأنثى ناقة . والبعير يقع عليهما . ودليل ذلك قول بعض الشعراء :
لا نشتهي لبن البعير وعندنا . . . عرق الزّجاجة واكف المعصار
والإبل من منن الله الجسيمة على خلقه ، ومما منحهم به من إرفاقه ورزقه . قال الله تعالى : " والأنعام خلقها لكم فيها دفءٌ ومنافع ومنها تأكلون . ولكم فيها جمالٌ حين تريحون وحين تسرحون . وتحمل أثقالكم إلى بلدٍ لم تكونوا بالغيه إلاّ بشقّ الأنفس إنّ ربّكم لرءوف رحيمٌ " . وقال تعالى : " أولم يروا أنّا خلقنا لهم ممّا عملت أيدينا أنعاماً فهم لها مالكون . وذّللناها لهم فمنها ركوبهم ومنها يأكلون . ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون " .
ولنذكر ما جاء من لغة العرب في الإبل من تسميتها من حين تولد إلى أن تتناهى سنّها ، وأسماء ما يركب منها ويحمل عليه ، وما اختصّت به النوق من الأسماء والصّفات ؛ ونذكر ألوان الإبل وما قالوه في ترتيب سيرها ، وفي المسير عليها والنزول ؛ ثم نذكر بعد ذلك أصناف الإبل وما قيل في عاداتها وطبائعها . فإذا أوردنا ذلك ، ذكرنا ما ملكه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منها ، وما جاء في أوصاف الإبل من الشعر ؛ فنقول وبالله التوفيق .
تسميتها
من حين تولد إلى أن تتناهى سنّها فقد قالت العرب : ولدها حين يسلّ من أمّه سليلٌ ثم سقب وحوار إلى سنة ، وجمعه أحورة وحيران . وهو فصيل إذا فصل عن أمّه . وهو في السنة الثانية ابن مخاضٍ ، لأن أمّه تلقح فتلحق بالمخاض وهي الحوامل ، وواحدتها من غير لفظها خلفة ، والأنثى بنت مخاض . فإذا دخل في الثالثة فهو ابن لبون ، والأنثى بنت لبون ؛ لأن أمّه صارت ذات لبنٍ . وهو في الرابعة حقٌّ ؛ لأنه استحقّ أن يحمل عليه . وهو في السنة الخامسة جذعٌ . وفي السادسة ثنيٌّ لأنّه يلقى ثنيّته ؛ والأنثى نثيّة . وهو في السابعة رباعٌ . وفي

الصفحة 63