كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 67 """"""
كتاب مباهج الفكر ومناهج العبر ينقل عن غيره : وقد رئي منها ما عاش مائة سنةٍ . وكانت للعرب عوائد في إبلها أنها إذا أصاب إبلهم العرّ كووا السليم لذهب العرّ عن السقيم . وكانوا إذا كثرت إبلهم فبلغت الألف فقئوا عين الفحل ؛ فإن زادت على الألف فقئوا عينه الأخرى . وقد ذكرنا في أوابد العرب ، وهو في الباب الثاني من الفن الثاني من هذا الكتاب في السفر الثالث من هذه النسخة . والله أعلم بالصواب .
ذكر ما ملكه رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الإبل
كانت ناقة رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقال لها القصواء . ذكر ابن سعد عن محمد بن عمر قال حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم التّيميّ عن أبيه قال : كانت القصواء من نعم بني الحريش ، ابتاعها أبو بكر رضي الله عنه وأخرى معها بثمانمائة درهم فأخذها رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) منه بأربعمائة ؛ فكانت عنده حتى نفقت . وهي التي هاجر عليها ( صلى الله عليه وسلم ) . وكانت حين قدم المدينة رباعيةً ، وكان اسمها القصواء والجدعاء والعصباء ، وكان في طرف أذنها جدع ، وكانت لا تسبق كلما دفعت في سباق . فلما كان في سنة ستٍّ من الهجرة سابق رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) بين الرّواحل ، فسبق قعودٌ لأعرابيّ القصواء ، ولم تكن تسبق قبلها ؛ فشقّ ذلك على المسلمين ؛ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " حقٌّ على الله ألاّ يرفع شيئاً من الدنيا إلاّ وضعه " . وعن قدامة بن عبد الله قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حجّته يرمي على ناقة صهباء . وعن سلمة بن نبيط عن أبيه قال : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) في حجّته بعرفة على جمل أحمر . وذكر أبو إسحاق أحمد ابن محمد بن إبراهيم الثّعلبيّ في تفسيره : أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) بعث يوم الحديبية خراش بن أميّة الخزاعيّ قبل عثمان إلى قريشٍ بمكة ، وحمله على جمل له يقال له الثّعلب ؛ ليبلّغ أشرافهم عنه ما جاء له ؛ فعقروا جمل رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وأرادوا قتله ؛ فمنعته الأحابيش ، فخلّوا سبيله . وكان للنبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) عشرون لقحة بالغابة وهي على بردي من المدينة من طريق الشام وكان فيه أبو ذرٍّ ، وكان فيها لقائح غزرٌ : الحنّاء والسّمراء والعريّس والسّعديّة والبغوم واليسيرة والرّيّا . وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) فرّقها على نسائه ؛ فكانت السّمراء لقحةً

الصفحة 67