كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 69 """"""
وقيل : كانت للنبي ( صلى الله عليه وسلم ) لقحة اسمها مروة .
وقال ابن الكلبيّ : إن عياض بن حمّاد أهدى لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) نجيبة ، وكان صديقاً له إذا قدم عليه مكة لا يطوف إلا في ثيابه ؛ فقال له : أسلمت ؟ قال : لا ؛ قال : إن الله نهاني عن زبد المشركين . فأسلم ؛ فقبلها .
ذكر شيء مما وصفت به الإبل نظما ونثرا
قال بعض من عظّم شأن الإبل : إن الله تعالى لم يخلق نعماً خيراً من الإبل ؛ إن حملت أثقلت ، وإن سارت أبعدت ، وإن حلبت أروت ، وإن نحرت أشبعت .
وقال بشامة يصف ناقةً :
كأنّ يديها إذا أرقلت . . . وقد حرن ثم اهتدين السّبيلا
يدا سابح خرّ في غمرةٍ . . . وقد شارف الموت إلا قليلا
إذا أقبلت قلت مشحونةٌ . . . أطاعت لها الرّيح قلعاً جفولا
وإن أدبرت قلت مذعورةٌ . . . من الرّبد تتبع هيقاً ذمولا
وقال أبو تمام :
وبدّلها السّري بالجهل حلماً . . . وقدّ أديمها قدّ الأديم
بدت كالبدر في ليلٍ بهيمٍ . . . وآبت مثل عرجونٍ قديم
وقال الخطيم الخزرجيّ :
وقد ضمرت حتى كأن وضينها . . . وشاح عروسٍ جال منها على خصر
وقال ابن دريد :
خوصٌ كأشباح الحنايا ضمّرٌ . . . يرعفن بالأمشاج من جذب البرى

الصفحة 69