كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 7 """"""
وهذا اللّون يسمّى بالفارسيّة ديزجاً . وأخضر أطحل وهوالذي تعلو خضرته صفرةٌ . وأخضر أورق هو الذي كلون الرّماد .
ومنها الكميت ، والجمع كمتٌ ، والذكر والأنثى فيه كميتٌ ، وهي تسعةٌ . قالوا : وكميتٌ من الأسماء المصغّرة المزحّمة التي لا تكبير لها ، ومن أكمت بمنزلة حميدٍ من أحمد ، غير أن أكمت لم يستعمل . والكميت بين الأحوى والأصدأ ، وهو أقرب من الشّقر والوارد إلى السواد وأشدّ منها حمرةً . والفرق ما بين الكميت والأشقر بالعرف والذنب ، فإن كانا أحمرين فهو أشقر ، وإن كانا أسودين فهو كميتٌ ؛ والورد بينهما . والكميت أحبّ الألوان إلى العرب . ومن ألوانه : كميتٌ أحمّ وهو الذي يشاكل الأحوى ، غير أنه تفصل بينهما حمرة أقرابه ومراقّه مربطائه . والمريطاء : الجلدة التي بين العانة والسّرّة . والأقراب : من الشاكلة التي هي الخاصرة إلى مراقّ البطن ، واحدها : قربٌ وقربٌ . قال الأصمعيّ : أشدّ الخيل جلوداً وحوافر الكمت والحمّ . وكميتٌ أصحم وهو الأسود الذي يضرب إلى الصّفرة . وكميتٌ أطخم والطّخمة : سوادٌ مقدّم الأنف . وكميتٌ مدمّى وهو الشديد الحمرة وكلّما انحدر إلى مراقّ البطن يزداد صفاءً . وكميتٌ أحمر وهو أشدّ حمرةً من المدمّى ، وهو أحسن الكمت . وكميتٌ مذهبٌ وهو الذي تعلو حمرته صفرة . وكميتٌ محلفٌ وهو أدنى الكمت إلى الشقرة وظاهر شعر ذنبه وعرفه كلون جسده وباطنه أسود ، والأنثى محلفةٌ . وأنشدوا :
كميتٌ غير محلفةٍ ولكن . . . كلون الصّرف علّ به الأديم
قال أبو خيرة : المحلف بين الأصهب والأحمر ، وهو من الإبل الأصحر . وكميتٌ أكلف وهو الذي لم تصف حمرته ويرى في أطارف شعره سوادٌ . وكميتٌ أصدأ وهو الذي فيه صدأةٌ أي كدرةٌ بصفرةٍ قليلة ، شبّهت بلون صدأ الحديد .
ومنها الوارد ، وهي جمع وردٍ وهي ثلاثةٌ ، والورد هو الذي تعلوه حمرةٌ إلى الشّقرة الخلوقيّة وجلده وأصول شعره سودٌ . وقيل : الوردة : حمرةٌ تضرب إلى الصّفرة . وتحقيقه أنه بين الكميت الأحمر وبين الأشقر ، منها : وردٌ خالصٌ ووردٌ مصامص وهو الخالص أيضاً ، والأنثى مصامصة . ووردٌ أغبس تدعوه العجم السّمند وهو الذي لونه كلون الرّماد .

الصفحة 7