كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 72 """"""
شدنيّةٌ رعت الحمى فأتت . . . مثل الجبال كأنها قصر
وقال الأحمر :
حمراء من نسل المهاري نسلها . . . إذا ترامت يدها ورجلها
حسبتها غيري استفزّ عقلها . . . أتى التي كانت تخاف بعلها
ذكر ما قيل في البقر الأهلية
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " بينا رجل يسوق بقرةً إذ ركبها فضربها فقالت إنّا لم نخلق لهذا إنما خلقنا للحرث " ؛ فقال الناس : سبحان الله بقرةٌ تكلّم قال : " فإني أومن بهذا أنا وأبو بكر وعمر " وما هما ثمّ .
وقال أصحاب الكلام في طبائع الحيوان : إنّ الفحل من البقر ينزو إذا تمّت له سنةٌ من عمره ؛ وقد ينزو لعشرة أشهرٍ . والبقرة إذا ولدت تحدّر لبنها من يومها ، ولا يوجد لها لبنٌ قبل أن تضع . وهي تحمل تسعة أشهر وتضع في العاشر ؛ فإن وضعت قبل ذلك لا يعيش ولدها . وربما وضعت اثنين ، وهو نادر . وهم يتشاءمون بها إذا وضعت اثنين . وإذا مات ولدها أو ذبح لا يسكن خوارها ولا يدرّ لبنها ؛ ولذلك الرّعاء يسلخون جلد ولدها ويحشونه لتدرّ له وتسكن ، ويسمونه البوّ . والبقر يحبّ الماء الصافي ، بضدّ الخيل والجمال . وقال المسعوديّ في كتابه المترجم بمروج الذهب : رأيت بالرّيّ نوعاً من البقر تبرك كما تبرك الإبل وتحمل فتثور بحملها ، والغالب عليها حمرة الحدق . وحكى أسامة بن منقذ في كتابه أن في بعض البلدان بقراً لها أعرافٌ كالخيل . ولعلّها الأبقار التي توجد فيها البراجم . والبراجم في أطراف أذنابها وفي أكتافها . ويقال : إنّ أبقار البراجم تخرج من بحر الصّين وهي تلد وترضع ؛ ولذلك يقال البراجم البحريّة . وبأرض مصر بناحيتي دمياط وتنّيس بقر بسمى بقر الخيس ، ضخامٌ حسان الصّور والشّيات ، ولها قرون كالأهلّة ، وفيها نفورٌ وتوحّشٌ ، لا ينتفع بها في العمل وإنما ينتفع بألبانها . وهي لا تعلف الحبّ ، ومأواها حيث يكون العشب والماء الدائم ؛ ولها أسماء يدعونها بها إذا أرادوا حلها ، فتتقدّم إليهم .
وقد وصف الشعراء البقر في أشعارها ؛ فمن ذلك قول أحمد بن علّويه

الصفحة 72