كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 75 """"""
ذكر ما قيل في الغنم الضّأن والمعز
روي عن أنس بن مالك وعطاء رضي الله عنهما : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال : " الغنم بركةٌ موضوعةٌ " . وعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " يوشك أن يكون خير مال المسلم غنماً يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفرّ بدينه من الفتن " . وعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " رأس الكفر نحو المشرق والفخر والخيلاء في أهل الخيل والإبل والفدّادين أهل الوبر والسكينة في أهل الغنم " .
ومن فضل الغنم ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه : أنّ النبيّ ( صلى الله عليه وسلم ) قال : " ما بعث الله نبيّاً إلا ورعي الغنم " . فقال له أصحابه : وأنت يا رسول الله ؟ قال : " نعم كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة " . وكان لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الغنم مائة شاةٍ لا يريد أن تزيد كلّما ولّد الراعي بهمةً ذبح مكانها شاةً . وقال ابن الأثير في تاريخه : وكان له شاةٌ تسمى غوثة ، وقيل غيثة ، وعنزٌ تسمى اليمن . وذكر بعض المتأخّرين من أهل الحديث أنّ مكحولاً سئل عن جلد الميتة ، فقال : كانت لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) شاة تسمى قمر ؛ ففقدها فقال : " ما فعلت قمر ؟ " فقالوا : ماتت يا رسول الله ؛ قال : " ما فعلتم بإهابها ؟ " قالوا : ميتة ؛ قال : " دباغها طهورها " . قال الشيخ شرف الدين عبد المؤمن بن خلف الدّمياطي رحمه الله تعالى في كتاب فضل الخيل : وكانت منائح رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) من الغنم سبعاً : عجرة وزمزم وسقيا وبركة وورشة وأطلال وأطراف . وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كانت لرسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) سبع أعنز منائح ترعاهنّ أمّ أيمن . قال : والمنيحة : الناقة والشاة تعطيها غيرك فيحلبها ثم يردّها عليك . قال أبو عبيدٍ : للعرب أربعة أسماء تضعها مواضع العارية ، وهي : المنيحة ، والعريّة ، والإفقار ، والإخبال .
ذكر ترتيب سنّ الغنم
ولد الشاة حين تضعه ذكراً كان أو أنثى سخلةٌ وبهمةٌ . فإذا فصل عن أمّه فهو

الصفحة 75