كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 76 """"""
حملٌ وخروفٌ . فإذا أكل واجترّ فهو بذجٌ وفرفورٌ . فإذا بلغ النّزو فهو عمروسٌ . وكلّ أولاد الضأن والمعز في السنة الثانية جذعٌ ؛ وفي الثالثة ثنيٌّ ؛ وفي الرابعة رباع ؛ وفي الخامسة سديسٌ ؛ وفي السادسة سالغٌ . وليس له بعد هذا اسم . ويقال لولد المعز : جفر ثم عريضٌ وعتود وعناقٌ . والغنم ، الضأن والمعز ، تضع حملها في خمسة أشهر . وتلد النعجة رأساً إلى ثلاثة ، والعنز من الرأس إلى أربعة . وينزو الذكر بعد مضيّ ستة شهور من ميلاده . وتحمل الأنثى بعد مضيّ خمسة أشهر من يوم ولدت . ويجزّ صوف الضأن عنها في كل سنة . ولحوم الضأن من أطيب اللّحمان ؛ وكذلك ألبانها . وقد أطنب الجاحظ في المفاخرة بين الضأن والمعز وأطال وأتى بالغثّ والسّمين .
وكتب أبو الخطّاب الصابي إلى الحسين بن صبرة جواباً عن رقعة أرسلها بلغ النّزو فهو عمروسٌ . وكلّ أولاد الضأن والمعز في السنة الثانية جذعٌ ؛ وفي الثالثة ثنيٌّ ؛ وفي الرابعة رباع ؛ وفي الخامسة سديسٌ ؛ وفي السادسة سالغٌ . وليس له بعد هذا اسم . ويقال لولد المعز : جفر ثم عريضٌ وعتود وعناقٌ . والغنم ، الضأن والمعز ، تضع حملها في خمسة أشهر . وتلد النعجة رأساً إلى ثلاثة ، والعنز من الرأس إلى أربعة . وينزو الذكر بعد مضيّ ستة شهور من ميلاده . وتحمل الأنثى بعد مضيّ خمسة أشهر من يوم ولدت . ويجزّ صوف الضأن عنها في كل سنة . ولحوم الضأن من أطيب اللّحمان ؛ وكذلك ألبانها . وقد أطنب الجاحظ في المفاخرة بين الضأن والمعز وأطال وأتى بالغثّ والسّمين .
وكتب أبو الخطّاب الصابي إلى الحسين بن صبرة جواباً عن رقعة أرسلها إليه في وصف حملٍ أهداه إليه ، جاء منها : وصلت رقعتك ؛ ففضضتها عن خطٍّ مشرق ، ولفظٍ مؤنق ؛ وعبارة مصيبة ، ومعانٍ غريبة ؛ واتّساع في البلاغة يعجز عنه عبد الحميد في كتابته ، وسبحان في خطابته . وذكرت فيها حملاً ، جعلته بصفتك جملاً ؛ وكان كالمعيديّ أسمع به ولا أراه . وحضر ، فرأيت كبشاً متقادم الميلاد ، من نتاج قوم عاد ؛ قد أفنته الدهور ، وتعاقبت عليه العصور ؛ فظننته أحد الزوجين اللذين حملهما نوح في سفينته ، وحفظ بهما جنس الغنم لذريّته . صغر عن الكبر ، ولطف في القدر ؛ فبانت دمامته ، وتقاصرت قامته ؛ وعاد نحيفاً ضئيلاً ، بالياً هزيلاً ؛ بادي السّقام ، عاري العظام ؛ جامعاً للمعايب ، مشتملاً على المثالب ؛ يعجب العاقل من حلول الروح فيه ؛ لأنه عظم مجلّد ، وصوفٌ ملبّد ؛ لا تجد فوق عظامه سلباً ، ولا تلقى اليد منه إلا خشباً ؛ لو ألقي للسّبع لأباه ، أو طرح للذئب لعافه وقلاه ؛ وقد طال للكلأ فقده ، وبعد بالمرعى عهده ؛ لم ير القتّ إلاّ نائماً ، ولا الشعير إلا حالماً . وقد خيّرتني بين أن أقتنيه فيكون فيه غنى الدهر ، أو أذبحه فيكون فيه خصب الشّهر ؛ فملت إلى استبقائه ؛ لما تعلمه من محبّتي في التوفير ، ورغبتي في التّثمير ؛ وجمعي للولد ، وادّخاري لغد ؛ فلم أجد فيه مستمتعاً للبقاء ، ولا مدفعاً للفناء ؛ لأنه ليس بأنثى فيحمل ، ولا بفتيٍّ فينسل ، ولا بصحيحٍ فيرعى ، ولا بسليم فيبقى ؛ فملت إلى الثاني من رأييك ، وعملت بالأخر من قوليك ؛ وقلت : أذبحه فيكون وظيفة للعيال ، وأقيمه رطباً مقام قديد الغزال ؛ فأنشدني وقد أضرمت النار ، وحدّدت الشّفار ، وشمّر الجزّار :

الصفحة 76