كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 78 """"""
إذا قام في شمس الظهرة خلته . . . خيالاً سرى في ظلمةٍ ما له ظلّ
فناشدته : ما تشتهي ؟ قال : قتّةً . . . وقاسمته : ما شفّه ؟ قال لي : الأكل
فأحضرتها خضراء مجّاجة الثرى . . . منعّمةً ما خصّ أطرافها فتل
وظلّ يراعيها بعينٍ ضعيفةٍ . . . وينشدها والدّمع في الخدّ منهلّ :
أتت وحياض الموت بيني وبينها . . . وجادت بوصلٍ حين لا ينفع الوصل
وقال الحمدونيّ في المعزى :
أبا سعيدٍ لنا في شاتك العبر . . . جاءت وما إن بها بولٌ ولا بعر
وكيف تبعر شاةٌ عندكم مكثت . . . طعامها الأبيضان : الشمس والقمر
لو أنّها أبصرت في نومها علفاً . . . غنّت له ودموع العين تنحدر :
يا مانعي لذّة الدنيا بما رحبت . . . إني ليقنعني من وجهك النظر
وقال أيضاً :
ما أرى إن ذبحت شاة سعيدٍ . . . حاصلاً في يديّ غير الإهاب
ليس إلاّ عظامها ، ولو تراها . . . قلت هذي أرزانٌ في جراب
وقال فيها :
لسعيدٍ شويهةٌ . . . سلّها الضّرّ والعجف
قد تغنّت وأبصرت . . . رجلاً حاملاً علف :
بأبي من بكفّه . . . برء دائي من الدّنف
فأتاها مطمّعاً . . . فأتته لتعتلف
فتولّى وأقبلت . . . تتغنّى من الأسف :
ليته لم يكن وقف . . . عذّب القلب وانصرف

الصفحة 78