كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 85 """"""
يمنع تزيّد الخنازير ، وكذلك سلخها . ومرقتها إذا تحسّيت وأكل لحمها نفع من أوجاع العصب ، وكذلك سلخها . قال : وسلخها إذا طبخ في شراب وقطّر منه في الأذن سكن وجعها ؛ ويتمضمض بخلٍّ طبخ فيه السّلخ لوجع السّن . قال : وزعم جالينوس أنه إذا أخذت خيوط كثيرة ، وخصوصاً المصبوغة بالأرجوان ، وخنق بها أفعى ولفّ واحدٌ منها على عنق صاحب أورام اللّهاة والحلق ظهر نفع عجيبٌ . ومرقته ولحمه يقوّيان البصر . قال : واتفقوا على أنّ شحم الأفعى يمنع نزول الماء إلى العين ، ولكنّ الإنسان لا يجسر على ذلك . وإذا شقّت الحيّة ووضعت على نهش الأفاعي سكن الوجع .
ذكر شيء مما وصفت به الأفاعي
قال بعض الشعراء يصف حيّةً :
ر ينبت العشب في وادٍ تكون به . . . ولا يجاورها وحشٌ ولا شجر
جرداء شابكة الأنياب ذابلةٌ . . . ينبو من اليبس عن يافوخها الحجر
لو شرّحت بالمدي ما مسّها بللٌ . . . ولو تكنّفها الحاوون ما قدروا
قد جاهدوها فما قام الرّقاة لها . . . وخاتلوها فما نالوا ولا ظفروا
يكبو لها الورل العادي إذا نفخت . . . جبناً ويهرب منها الحيّة الذّكر
وقال خلفٌ الأحمر :
وكأنّما لبست بأعلى جسمها . . . برداً من الأثواب أنهجه البلى
في عينها قبلٌ وفي خيشومها . . . فطسٌ وفي أنيابها مثل المدى
وقال آخر :
أرقم كالدّرع فيه وشمٌ . . . منمنم الظّهر واللّبان

الصفحة 85