كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 86 """"""
يزحف كالسّيل من تلاعٍ . . . كأن عينيه كوكبان
يهشم ما مشّ من نباتٍ . . . ويجذب النّفس بالعنان
وقال ابن المعتز :
أنعت رقشاء لا تحيا لديغتها . . . لو قدّها السيف لم يعلق به بلل
تلقى إذا انسلخت في الأرض جلدتها . . . كأنها كمّ درعٍ قدّه بطل
وقال الظاهر البصريّ شاعر اليتيمة :
سرت وصحبي وسط قاعٍ صفصف . . . إذا أشرفت من فوق طودٍ مشرف
رقشاء ترنو من قليبٍ أجوف . . . تومي برأس مثل رأس المجرف
وذنبٍ مندمجٍ معقّف . . . حتى إذا أبصرتها لا تنكفي
علوتها بحدّ سيفٍ مرهف . . . فظلّ يجري دمها كالقرقف
أتلفتها لم أرادت تلفي
وقال خلفٌ الأحمر :
له عنقٌ مخضّرةٌ مدّ ظهره . . . وشومٌ كتحبير اليماني المرقّم
إلى هامةٍ مثل الرّحى مستديرةٍ . . . بها نقطٌ سودٌ وعينان كالدّم
وقال آخر :
وحنشٍ كحلقة السّوار . . . غايته شبرٌ من الأشبار
كأنه قضيب ماءٍ جاري . . . يفترّ عن مثل تلظّي النّار
وقال خلف الأحمر :
صلّ صفاً لا تنطوي من القصر . . . طويلة الإطراف من غير حسر
داهيةٌ قد صغرت من الكبر . . . مهروتة الشّدقين حولاء النّظر
تفترّ عن عوجٍ حدادٍ كالإبر

الصفحة 86