كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 87 """"""
وقال أبو هلال العسكريّ :
وخفيفة الحركات تفترع الرّبى . . . كالبرق يلمع في الغمام الرّائح
منقوطةٌ تحكي صدور صحائفٍ . . . إبّان تبدو من بطون صفائح
ترضى من الدنيا بظلّ صخيرةٍ . . . ومن المعيشة باشتمام روائح
وقال ابن المعتز :
كأنني ساورتني يوم بينهم . . . رقشاء مجدولةٌ في لونها برق كأنها حين تبدو من مكامنها . . . غصن تفتح فيه النّور والورق
ينسلّ منها لسان تستغيث به . . . كما تعوّذ بالسبّابة الفرق
وقال الهذليّ في مزاحف الحيّات :
كأنّ مزاحف الحيّات وهناً . . . قبيل الصبح آثار السّياط
وقال آخر :
كأنّ مزاحفه أنسعٌ . . . جررن فرادى ومنها ثني
ذكر ما قيل في العقارب
قال الجاحظ : والعقارب أصنافٌ : منها الجرّارة ، والطيّارة ، وماله ذنبٌ كالحربة ، وماله ذنب معقّفٌ ؛ وفيه السّود ، والخضر ، والصّفر . وهي من ذوات الذّرو . ويقال : إنّ الأنثى من هذا النوع إذا حملت يكون حتفها في ولادتها ؛ لأن أولادها إذا استوى خلقها أكلت بطون الأمّهات حتى تنقبها ، وتكون الولادة من ذلك النّقب ، فتخرج والأمهات ميتةٌ . وفي ذلك يقول الشاعر :
وحاملةٍ لا تحمل الدّهر حملها . . . تموت ويحيا حملها حين تعطب
وقال أيضاً : إنها تلد من فيها مرّتين ، وتحمل أولادها على ظهرها وهي في قدر القمل

الصفحة 87