كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 89 """"""
بلاد الجبل ، وعسكر مكرم من بلاد الأهواز ، وهي جرّاراتٌ ؛ وإذا لسعت قتلت ؛ وربما تناثر لحم من لسعته أو تعفّن ويسترخي حتى لا يدنو منه أحدٌ إلا وهو يمسك أنفه مخافة إعدائه . وهي في غاية الصغر ؛ فإن أكبر ما يوجد منها تكون زنته دانقاً واحداً ؛ والذي يوجد منها كبيراً تكون زنته ثلاث حبّات أرزٍ ؛ فإن وزنت بشعيرةٍ رجحت الشعيرة عنها . وهي منع نزارتها تقتل الفيل والبعير بلسعتها . قال : وبنصيبين عقارب قتّالةٌ يقال : إن أصلها من شهر زور ، وإن بعض الملوك حاصر نصيبين فأتى بالعقارب من شهر زور ورمى بها في كيزانٍ بالمجانيق إلى البلد ، فأعطى القوم بأيديهم .
وقد وصف الشعراء العقرب وشبّهوها في أشعارهم ؛ فمن ذلك قول السّريّ الرفّاء :
ساريةٌ في الظّلام مهديةٌ . . . إلى النفوس الرّدى بلا حرج
شائلةٌ ، في ذنبها حمةٌ . . . كأنها سبجةٌ من السّبج
وقال آخر :
ونضوةٍ تعرف باسم ولقب . . . ما بين عينيها هلالٌ منتصب
موجودةٌ معدومةٌ عند الطلب . . . تطعن من لاقته من غير سبب بخنجرٍ تسلّه عند الغضب . . . كأنه شعلة نارٍ تلتهب
وقال آخر :
تحمل رمحاً ذا كعوبٍ مشتهر . . . فيه سنانٌ بالحريق مستعر
أنّف بأنيفاً على حين قدر . . . تأنيف أنف القوس شدّت بالوتر

الصفحة 89