كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 90 """"""
وقال عبد الصمد بن المعذّل : يدعو بها على عدوٍّ له .
يا ربّ ذي إفكٍ كثيرٍ خدعه . . . مستجهل الحلم خبيثٍ مرتعه
يسري إلى عرض الصديق قذعه . . . صبّت عليه حين جمّت بدعه
ذات ذنابي متلفٍ من يلسعه . . . تخفضه طوراً وطوراً ترفعه
أسود كالسّبجة فهي مبضعه . . . ينطف منه سمّه وسلمعه
تسرع فيه الحتف حين تشرعه . . . يبرز كالقرنين حين تطلعه
في مثل صدر السّبت حين تقطعه . . . لا تصنع الرقشاء ما قد تصنعه
وقال ابن حمديس :
ومشرعةٍ بالموت للطعن صعدةً . . . فلا قرن إن نادته يوماً يجيبها
تذيقك حرّ السّمّ من وخز إبرةٍ . . . إذا لسبت ماذا يلاقي لسيبها
إذا لم يكن لون البهارة لونها . . . فمن يرقانٍ دبّ فيها شحوبها
لها سورةٌ خصّت بمنكر صورةٍ . . . ترى العين فيها كلّ شيء يريبها
لها طعنةٌ لا تستبين لناظرٍ . . . ولا يرسل المسبار فيها طبيبها
نسيت بها قيساً وذكرى طعينه . . . وقد دقّ معناها وجلّ ندوبها
تجيء كأمّ الشّبل غضبى توقّدت . . . وقد توّج اليأفوخ منها عسيبها
عدوٌّ مع الإنسان يعمر بيته . . . فكيف يوالي رقدةً يستطيبها
ولولا دفاع الله عنّا بلطفه . . . لصبّت من الدنيا علينا خطوبها

الصفحة 90