كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 91 """"""
الباب الثاني من القسم الرابع من الفن الثالث فيما هو ليس قاتلاً بفعله من دوابّ السموم
ويشتمل هذا الباب على ما قيل في الخنافس ، والوزغ ، والضبّ ، وابن عرس ، والحرباء ، والقنافذ ، والفيران ، والقراد ، والنمل ، والذرّ ، والقمل ، والصّؤاب .
الخنافس قالوا : والخنافس تتولّد من عفونة الأرض . وهي أصناف ، منها الخنفس المعروف ؛ ومنها العجل ويسمّى الكبرتل . وهو يتولّد من أخثاء البقر ، وهو يموت إذا شمّ رائحة الطّيب ، وإذا دفن في الورد مات ، وإذا أخرج منه ودفن في الرّوث عاش . والغالب أنه لا يموت حقيقةً وإنما يخدر وتبطل حركته ؛ فإذا عولج بما نشأ منه قوي . والله أعلم . وله ستّ أرجلٍ ، وسنامٌ مرتفع . وهو لا يصير كبرتلاً حتى يصير له جناحان . وجناحاه يظهران إذا أراد الطيران ويخفيان إذا مشى . ومن عادة الجعل أن يحرس النّيام ؛ فمن قام منهم لقضاء الحاجة تبعه طمعاً أنهم إنما يريد الغائط ؛ والغائط قوت الجعل .
وقال أبو عثمان عمرو بن بحر : وزعم الأعراب أنّ بين ذكور الخنافس وإناث الجعلان تسافداً ، وأنهما ينتجان خلقاً ينزع إليهما جميعاً . قال : وأنشد سيبويه لبعض الأعراب يهجو عدوّاً له :
عاديتنا يا خنفساً أمّ الجعل . . . عداوة الأوعال حيّات الجبل
ويقال : إنّ الجعل يظلّ دهراً لا جناح له ، ثم ينبت له جناحان . والعرب تقول في أمثالها : " ألجّ من خنفساء " و " أفحش من فاسيةٍ " وهي الخنفساء . وفي لجاجة الخنفساء يقول الأحمر :
لنا صاحبٌ مولعٌ بالخلاف . . . كثير الخطاء قليل الصواب
ألجّ لجاجاً من الخنفساء . . . وأزهى إذا ما مشى من غراب
ومن أصناف الخنافس صنفٌ يقال له حمار قبّان . وهو يتولّد في الأماكن النديّة على ظهره شبه المجنّ . ومنها صنفٌ يسمّى بنات وردان . وهي أيضاً تتولّد

الصفحة 91