كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 92 """"""
في الأماكن النديّة ، وأكثر ما تكون في الحمّامات والسّقايات . وفيها من الألوان الأسود ، والأصهب ، والأبيض . قال بعض الشعراء يصف بنات وردان :
بنات وردان جنسٌ ليس ينعته . . . خلقٌ كنعتي في وصفي وتشبيهي
كمثل أنصاف بسرٍ أحمرٍ تركت . . . من بعد تشقيقه أقماعه فيه
ومنها الصّراصر والجنادب . ولها صوتٌ لا يفتر بالليل ، فإذا طلع الفجر فقد . وفيه من الألوان الأسود وهو جندب الجبال والآكام السّد ؛ والأبرق وهو جندب الطلح والسّمر والغضا ؛ والأبيض وهو جندب الصحاري . قال السّريّ الرّفّاء يصف جندبةً : وجندبةٍ تمشي بساقٍ كأنّها . . . على فخذٍ كالعود منشار عرعر
ممسّكةٌ تجلو الجناح كأنّها . . . عروسٌ تجلّت في عطافٍ معنبر
الوزغ والوزغ يسمّى سامّ أبرص . وزعموا أنه أصمّ ، وأنّ السبب في صممه وبرصه أن الدوابّ كلّها حين ألقي إبراهيم عليه السلام في نار النّمرود كانت تطفئ عنه ، وأنّ هذا كان ينفخ عليه ، فصمّ وبرص . وروي عن عائشة أمّ المؤمنين رضي الله عنها أنّها قالت : دخل عليّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) وفي يدي عكّاز فيه زجٌّ ، فقال : " يا عائشة ما تصنعين بهذا ؟ " قلت : أقتل به الوزغ في بيتي ؛ قال : " إن تفعلي فإنّ الدوابّ كلّها حين ألقي إبراهيم في النار كانت تطفئ عنه وإنّ هذا كان ينفخ عليه فصمّ وبرص " . وفي حديث آخر عنها رضي الله عنها : أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) قال للوزغ الفويسق .
قالوا : وفي طبع الوزغ أنه لا يدخل إلى بيتٍ في زعفران . والحيّات تألف الوزغ ، كما تألف العقارب الخنافس . وهو يطاعم الحيّات ويزاقّها . وهو يقبل اللّقاح بفيه ، ويبيض كما تبيض الحيّة . وقيل : إنّ نصيبه من السّم نصيبٌ متوسّط ، لا يكمل أن يقتل ، ومتى دبر جاء منه سمٌّ قاتل . ومتى قتل ووضع على جحر حيّة هربت منه . وهو يقيم في جحره أربعة أشهر الشتاء .

الصفحة 92