كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب ـ العلمية (اسم الجزء: 10)

"""""" صفحة رقم 93 """"""
وقال الشيخ الرئيس : إذا ضمد به على الشوك والسّلاّء جذبه ، وعلى الثآليل يقلعها . قال : وقيل : إنّ المجفّف منه إذا خلط بالزيت أنبت الشعر على القرع . وبوله ودمه عجيب النّفع من فتق الصّبيان إذا جلسوا في طبيخه . وقد يجعل في بوله أو دمه شيء من المسك ويجعل في إحليل الصبيّ فيكون بالغ النفع في الفتق . وقيل : إنّ كبده تسكّن وجع الضّرس ، وتشقّ وتوضع على لسع العقرب فيسكن .
الضبّ قال الجاحظ في كتاب الحيوان : إنّ من أعاجيب الضبّ أنّ له أيرين وللضبّة حرين ؛ قال : وهذا شيء لا يعرف إلاّ لهما . هذا قول الأعراب في تخصيصهما بذلك . وقالت الحكماء : إنّ السّقنقور له أيران ، والحرذول كذلك . قال : وقال جالينوس : الضبّ الذي له لسانان يصلح لحمه لكذا وكذا . ومما يستدلّ به على أنّ للضبّ أيرين قول الفزاريّ :
سبحلٌ له نزكان كانا فضيلةً . . . على كل حافٍ في البلاد وناعل
واسم أير الضبّ : النّزك . وسئل أبو حيّة النّميريّ عن ذلك ، فزعم أنّ أير الضبّ كلسان الحيّة ، الأصل واحد الفرع اثنان . وللأنثى مدخلان . وعلى ذلك أنشد الكسائيّ رحمه الله تعالى :
تفرّقتم لا زلتم قرن واحدٍ . . . تفرّق أير الضبّ والأصل واحد
ويقال : إنّ الضبّة إذا أرادت أن تبيض حفرت في الأرض حفرةً ثم رمت بالبيض فيها وطمّته بالتراب ، وتتعاهده كل يوم حتى يخرج ، وذلك في أربعين يوماً . وهي تبيض سبعين بيضةً وأكثر . وبيضها يشبه بيض الحمام . ويخرج الحسل وهو مطيقٌ للكسب .
قالوا : والضبّ يخرج من جحره كليل البصر ، فيجلوه بالتحدّق في الشمس . وهو يغتذي بالنسيم ، ويعيش ببرد الهواء ، وذلك عند الهرم .
قال الجاحظ : وزعم عمرو بن مسافر : أنّ الضبّة بيض ستين بيضةً وتسدّ عليهنّ

الصفحة 93